الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من يمر الناس أمامه بسبب تأخره في السلام بعد الإمام

السؤال

أنا دائمًا أتأخر عن الإمام في التسليم بسبب الوسوسة في التشهد، فأجلس مدة إلى ما أكمل التشهد (إلى اللهم صل على محمد) وفي هذه المدة كثير من المصلين يمرون من أمامي، فهل ينقص أجر صلاتي بقطعهم لقبلتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الإجابة عن سؤالك نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل من مرض الوسواس، ونذكرك بما ذكرنا لك في فتاوى سابقة أن خير علاج لهذا المرض والتخلص منه بعد الدعاء والاستعانة بالله تعالى، هو: الإعراض عنه وتجاهله بالكلية.
وبخصوص سؤالك: فإن عليك أن تسلم بعد سلام إمامك مباشرة، فهذا هو السنة، وهو الذي يليق بحالك، ولا يجوز لك تأخير السلام بعد سلام الإمام؛ قال الحطاب في مواهب الجليل: "قَالَ التِّلِمْسَانِيُّ فِي شَرْحِ الْجَلَّابِ: إنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاشْتِغَالُ بَعْدَ سَلَامِ الْإِمَامِ بِدُعَاءٍ وَلَا غَيْرِهِ".
وانظر أقوال أهل العلم في حكم تأخر سلام المأموم عن سلام الإمام في الفتوى رقم: 144761 .
ولو حدث أنه مر بين يديك بعض المصلين فإن صلاتك صحيحة، ونرجو ألا ينقص ذلك من أجرها؛ فقد روى أبو داود في السنن أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ، وَادْرَأوا مَا اسْتَطَعْتُمْ.. الحديث، وقد تكلم أهل العلم في سنده، وروى مَالِكٌ في الموطأ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- قال: "لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ، مِمَّا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي" وأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ مثل ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني