الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطيعة الأبناء لأمهم بسبب زواجها وتركها إياهم وهم صغار

السؤال

أم تركت أولادها وهم صغار، وتزوجت بشخص آخر دون علم أحد، وذهبت معه أكثر من 12 سنة، ولم يعلم أحد بمكانها. وعندما عادت كان أبناؤها قد كبروا، وفهموا! وأرادوا أن تجلس معهم، وتترك زوجها؛ لأنه شخص غير صالح، وكثير المعاصي، وأنه سبب تلطخ سمعة أمهم في بلدتهم. وافقت، ولكن بعد فترة قصيرة، أرادت أن ترجع إلى زوجها.
فهل إذا قاطعها أبناؤها بسبب أنها تركتهم هكذا مرتين، يعتبر ذلك من العقوق؟
أفيدونا أفادكم الله بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكان الواجب على الأم أن تراعي شأن أولادها ولا تقطعهم، ولا تحرمهم من حنانها، وعطفها، وتربيتها، -حتى ولو تزوجت-؛ فحاجتها للزواج ليس عذرا في التفريط في حق أبنائها؛ فزواجها يسقط حقها في الحضانة، ولكن لا يسقط البر والصلة والإحسان إلى الأولاد؛ كما ذكرنا بالفتوى رقم: 102464.

ومع ذلك، فلا يسوغ للأولاد قطيعتها، وإنما الواجب عليهم بر أمهم، والإحسان إليها مهما قدمت إليهم من إساءة؛ فإن هذه الإساءة لا تسقط عنهم برها، وراجع الفتويين: 21916، 290773.
وليس للأبناء حض أمهم على الطلاق، ما لم يوجد ما يسوغ ذلك كظهور فسق الزوج، إذا لم يكن في الطلاق مفسدة أعظم، وراجع الفتويين: 243736، 8622.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني