الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة وطريق الاستقامة

السؤال

أعينوني.
كنت فيما مضى مسلما طبيعيا، أصلي بسهولة، خاشعا، أتوضأ، وأسمع القرآن.
وما إن بدأت أشاهد المواقع الإباحية، وبدأت أستمني، وأسمع الأغاني، حتى أصبحت أتوب إلى الله، ثم أعود إلى الاستمناء، وسماع الأغاني، ومشاهدة المواقع الإباحية، والدردشة بالفيديو مع بنات وأنا عار، أستمني، ثم تبت، ثم أعود عند الشهوة، ثم أتوب، ثم أعود، ثم أتوب.
ولكن عند الوضوء بدأ الوسواس يوقعني، وأنسى حتى كم غسلت من مرة، أو مضمضت من مرة، وغيرها حتى أعاود، وأعاود، وعند الصلاة لا أستطيع التركيز، وتأتيني بعض الأفكار، والصور الشنيعة، وحتى الموسيقى التي كنت أسمعها، وذات يوم كنت في المرحاض فتقاطر علي شيء من ماء المرحاض من الحفرة، فغسلتها بدفع الماء، ولكن لم أكن متأكدا من أني أذهبت كل الأثر، ثم استنجيت، وتوضأت، ولكن عاد الوسواس، وبدأت أفكر حتى بالغسل لكي أبدأ الصلاة، وذات مرة رأيت آثار غائظ صغير جاف، ولم أكن أعرف هل ينقض الوضوء أم لا؟
والآن إخوتي بعد أن أكثرت عليكم الحديث، أريد أن أصلح حياتي، وأريد أن أعرف كيف أتوب توبة نصوحا، وأصلي مرتاحا، وأن أزكي قلبي، فأفتوني في كل ما ذكر.
وعندما أصلي، أحاول أن أركز في معنى القرآن، وسماعه في الصلاة، ولكن بصعوبة ليس كالماضي.
أرجوكم أعينوني، أريد أن أكون من المسلمين المثبتين، المستقيمين، وأعينوني في كل مسألة، وأريد تصحيح إسلامي، حتى بدأت لا أعرف معنى الشهادتين.
أرجوكم أعينوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما هذه الذنوب، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى منها، وأن تقلع عنها فورا، وتعزم على عدم معاودتها، وتندم على ما اقترفته منها.

وأما هذه الوساوس، فعلاجها أن تعرض عنها، وألا تلتفت إليها، وألا تعيرها اهتماما، وانظر لبيان كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601. وإذا شككت في أنه قد أصابتك نجاسة، فالأصل عدم إصابتها لك، وإذا غسلت النجاسة، وغمرتها بالماء؛ فابْن على أنها قد زالت، ولا تلتفت إلى شيء من الوساوس بعد هذا.

وأما الاستقامة: فطريقها أن تحافظ على الفرائض، وتكثر من فعل النوافل، وتحضر حلق العلم، ومجالس الذكر، وتجتهد في تعلم أحكام الشرع، وتصحب أهل الخير، وتبتعد عن صحبة الأشرار، وتكثر التفكر في الموت، والجنة والنار، وتكثر من التفكر في أسماء الرب تعالى، وصفاته، وتكثر من قراءة القرآن بالتفكر والتدبر، وعليك مع هذا كله بالاجتهاد في الدعاء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، نسأل الله لنا ولك الهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني