الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال المكتسب من تنزيل صور نساء متبرجات في مواقع إلكترونية

السؤال

أنا كنت أشتغل على مواقع الإنترنت لمدة 3 سنوات، ومن ضمنهم مواقع للأخبار السياسية والرياضية ومواقع للصور، وكنت أنزل صورًا للفنانات وأخبارهن، وصورًا لنساء أجنبيات بملابسهن المتبرجة أحيانا. والآن أنا متوقف عن هذا العمل منذ أكثر من 8 أشهر، وتركته تمامًا، ولكن المال الذي صنعته منه ما زال معي، وأصرف منه على احتياجاتي.
سؤالي لفضيلتكم: هل هناك شبهة حرام في هذا المال؟ ولو هناك شبهة ما العمل إذن؟ علمًا بأني أحتاج إلى هذا المال جدًّا، وخصوصًا أنه مبلغ كبير وأضعه في بنك، وليس معي غيره الآن، ولكني قررت مؤخرًا أن أنفق جزءًا منه على الفقراء وإطعامهم, ولكن أنتظر من فضيلتكم أن تنصحوني في كيفية التصرف بالتفصيل حتى يطمئن قلبي، وأنا الآن أبحث عن عمل جديد آخر يكون حلالًا مائة بالمائة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعمل في مواقع الأخبار والصور عمومًا يختلف باختلاف محتويات تلك المواقع، فما كان منها من مواقع تنشر أخبارًا وصورًا مباحة، فلا حرج في العمل فيها والتكسب من ورائها، وما كان منها من مواقع تنشر ما يحرم ترويجه من أخبار أو صور، فلا يجوز العمل فيها، ومن ثم فيحرم المال المكتسب منها، ويستثنى من ذلك ما إن تخللت الموضوعات المباحة من حيث الأصل بعض صور محرمة غير مقصودة لذاتها، فهذه قد يعفى عنها؛ لعموم البلوى بها. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 291799، 169661، 168513، 157331، 288778، 115689، 150677، وإحالاتها.

وعلى ذلك؛ فإن ما يقابل تنزيلك للصور المحرمة غير المعفو عنها، والأخبار التي يحرم ترويجها، إنما هو كسب خبيث محرم، ومن ثم فيلزمك إخراج النسبة التي تقابلها في ذلك المال، فتنفقها في وجوه الخير والمصالح العامة، ولا يجوز لك الانتفاع بها طالما كان معك من المال ما يسد حاجاتك الأساسية. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 126625، 38190، 63062، 184783.
وتذكر أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ونسأل الله سبحانه أن يرزقك عملًا حلالًا، ورزقًا طيبًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني