الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة الطعن في أهل العلم وتنفير الناس منهم

السؤال

هناك قناة تقول على جمع كبير جدًّا من شيوخ مصر والسعودية وغيرهما المعروف معظمهم بأنهم على منهج أهل السنة والجماعة، تقول إنهم خوارج قاعدية، وتصف بعضهم بالتكفيريين، والبعض الآخر بالمحرضين على الخروج على حاكم دولة صاحب القناة، ويصنفون باقيهم بتصنيف آخر حزبي، وفي الغالب ينسبون جميع ما سبق من التوصيفات مجتمعًا في عالم واحد أو جمع علماء سنيين غير متحزبين. على جانب ثان توجد قناة يقول طلاب علم صاحب هذه القناة: إنه أسد السنة ولا يخالفه ولا يهاجمه أو يعدل عليه إلا ضال مضل صاحب هوى. وهذا ثناء وتمجيد مبالغ فيه! صاحبا هاتين القناتين من أهل السنة، ولهما دروس مفيدة، ولكن عند الكلام عن السياسة يصنفون علماء عرفناهم كبارًا ويطعنون فيهم وبطريقتهم هذه يعطون شعورًا ادعائيًّا بأنهما هما الوحيدان اللذان على صواب وباقي العلماء لا شيء الكل خاطئ! وواحد منهم ينقل فتاوى تؤيد منهجهم حيث توحي أنه صحيح. وأنا لأني لست بدارس فتحيرت، لكني عهدت من يتم الطعن فيهم علماء ورعين، والقناتان تستخدمان أدلة لا أعلم هل هي في محلها أم لا، وأنا أثق بكم، فالسؤال -أخي-: أليس هذا ضلالا وتزيينا للباطل في صورة حق؟ ومذهب أهل السنة في العلماء عندما يخطئون هو النصح وعدم التهجم والتصنيف بهذا الأسلوب؟ وهل الجرح والتعديل مبرر لاستخدامه في الحكم على كثير من العلماء بهذه الطريقة؟ أم في الأصل الجرح والتعديل خاص فقط بأهل الحديث للحكم على رواه الأحاديث قديمًا، وليس الحكم على علماء العصر الحالي؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطعن في أهل العلم والفضل مزلة خطيرة العاقبة، والحكم بالابتداع على أحد منهم دون وجه حق مهلكة ماحقة، واتخاذ ذلك منهجًا وديدنًا من علامات البوار الظاهرة. وننصح الأخ السائل بالرجوع إلى النصيحة الذهبية للشيخ العلامة/ ابن باز -رحمه الله- المتعلقة بالطعن في أهل العلم، وهي في الفتوى رقم: 18788.
وأما مسألة التنفير من طلب العلم على أيدي من طعن فيهم بعض الناس: فراجع فيه كلام الشيخ العلامة/ ابن عثيمين في الفتوى رقم: 198451، وتجد فيها إحالات على بعض الفتاوى لبيان الرؤية الشرعية للتعامل مع أخطاء العلماء والدعاة إن وجدت.
وأما ما يتعلق بعلم الجرح والتعديل: فراجع فيه الفتوى رقم: 128142، وتجد فيها التنبيه على أن عنوان الجرح والتعديل قد اتخذ في بعض الأحيان مطية للطعن في الدعاة وأهل العلم بالباطل!

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني