الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفصيل في ما يحبط الأعمال الصالحة

السؤال

هل الله يوم القيامة يمسح الحسنات، حيث سمعت أحاديث تنص على أن من يشاهد الحرام جعل الله جبال حسناته سرابا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الشرك محبط لجميع الحسنات إذا لم تحصل منه التوبة، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر:65}.

أما باقي المعاصي: فلا تحبط جميع الحسنات، ولكن اختلف هل تحبط بقدرها، قال ابن تيمية: فإذا كانت السيئات لا تحبط جميع الحسنات، فهل تحبط بقدرها؟ وهل يحبط بعض الحسنات بذنب دون الكفر؟ فيه قولان للمنتسبين إلى السنة، منهم من ينكره، ومنهم من يثبته. اهـ.

وعلى القول بأن بعض السيئات تحبط بعض الحسنات، لكن إذا حصلت التوبة، فإن الحسنات تعود، يقول ابن رجب في معرض هذا البحث: وهذا يدل على أن بعض السيئات تحبط بعض الحسنات، ثم تعود بالتوبة منها. اهـ.

وبخصوص ما أشرت إليه من كون من يشاهد الحرام يجعل الله حسناته سرابا، فلعلك تشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله؛ صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وقد بينا وجهه والمقصود منه في الفتوى رقم: 140804، فلتراجع

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني