الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تجوز الدلالة على فيلم فيه محرمات ولو من غير نصح بمشاهدته

السؤال

إن كنت غردت في تويتر صورة لفيلم، وكتبت فيلم الليلة، ولم أقم بمدحه، أو نصح أحد لمشاهدته، فهل عليّ إثم إذا أخذوا اسم الفيلم وقاموا بمشاهدته؟
السؤال الثاني: إن طلب أحد الأشخاص مني سماعة الجوال، وأعطيته إياها، فهل عليّ إثم إذا سمع بها الأغاني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الفيلم فيه أشياء محرمة -كما هو حال أغلب الأفلام اليوم- فلا تجوز الدلالة عليه، ولو من غير مدح، ولا نصح بمشاهدته، وهو من باب الدلالة على الشر، ومن التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وإذا دللت عليه غيرك، فشاهده، فإنك تأخذ مثل إثم من دللتهم عليه؛ لأن الدال على الشر كفاعله، والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا.

وأما من طلب منك شيئًا ليستخدمه: فإن كنت تعلم، أو يغلب على ظنك أنه سيستخدمه في الحرام، فلا يجوز لك أن تعطيه ما طلبه منك؛ لأن في ذلك إعانة له على ارتكاب الحرام، وتكون بذلك مشاركًا له في الإثم.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 37336، 230626، 238324.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني