الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدرك فضيلة الجماعة مَن كبّر قبل شروع الإمام في التسليمة الأولى؟

السؤال

وصلت لصلاة المغرب، وكان الإمام في التشهد الأخير، وعندما كبرت للصلاة بدأ يسلم الإمام، أو إنه بدأ بالسلام قبل أن أكبر، أو إنه سلم وأنا أكبر، لكني جلست وانتظرت حتى ينتهي من التسليمتين، وقمت للركعة الأولى، وأكملت الصلاة، فهل تكون صلاتي صحيحة إذا فرضنا أني بدأت الصلاة بأحد الحالات التي ذكرتها -جزاكم الله خيرًا-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصلاتك صحيحة ـ إن شاء الله تعالى ـ ولكنك لم تدرك فضل الجماعة في جميع الحالات عند المالكية، ومن وافقهم؛ لأن فضل الجماعة لا يحصل عندهم إلا بإدراك ركعة، كما استظهره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى حيث قال ـ رحمه الله ـ: وَالْأَظْهَرُ هُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، كَمَا ذَكَرَهُ الْخِرَقِيِّ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ».

وقد أدركت فضل الجماعة في حالة حصول التكبير منك قبل شروع الإمام في التسليمة الأولى عند الحنفية، والحنابلة، وهو الصحيح عند الشافعية؛ فإن فضل الجماعة يدرك عندهم ما لم يسلم الإمام، وإن لم يقعد المأموم معه، وانظر الفتوى رقم: 521.

وفي حالة عدم حصول التكبير منك قبل شروع الإمام في السلام، فإنك لم تدرك فضل الجماعة عند الجميع؛ لأنك لم تدرك أي جزء من الصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى المشار إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني