الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من تسبب في ظلم إنسان

السؤال

المرجو من حضراتكم أن تفيدوني فيما أقدمت عليه، ونغص علي حياتي.
منذ 3 أسابيع، اشتكيت على العامل الذي يوصل البريد؛ ظنا مني أنه قد رمى بريدي من الدرج (سمعت فقط، وعندما خرجت كان الوحيد الموجود هناك) فغلب على ظني أنه من فعل ذلك؛ فانزعجت كثيرا لكونه يحتوي على زجاج، وكنت غاضبة، فاشتكيته للشركة التي يعمل فيها. بعد أن سكت عني الغضب، ندمت كثيرا، وزادت حالتي عندما أخبرتني جارتي، أنها وضعت بريدي عند باب شقتي، فعلمت حينها أنني ظلمته. ومنذ تلك اللحظة اتصلت على الشركة، وطلبت عدم الاكتراث للشكاية، غير أن مسؤوله اطلع عليها، فكنت أبكي لعلمي بعظم المصيبة، فطلبت مني السيدة التي تحدثت معها أن أتريث، وأنها ستبعث برسالة لمسؤوله، تخبره أني اتصلت، وأني نادمة، وألا يكترث للشكاية، وأثنيت عليه، وعلى عمله. وعزمت على أن أخرج في اليوم الموالي لأطلب منه السماح، غير أنه لم يأتِ، جاءت سيدة مكانه سألتها: هل أنت جديدة؟ قالت: فقط لأسبوع، لكن مر أكثر من أسبوع، وهي ما زلت الموصلة للبريد.
ماذا أفعل لو فُصل من عمله بسببي؟
أرشدوني ماذا أفعل حتى إنه والله أعلم ليس بمسلم (أعيش في دولة أجنبية) لأستغفر، أو أتصدق عنه. بكيت، ودعوت ربي.
فهل يكفي أني اتصلت وأثنيت عليه، وشرحت موقفي؟
ماذا لو لم أره لأطلب منه السماح؟ وماذا لو رفض أن يسامحني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما حصل منك يعد خطأ في حق ذلك العامل، وكان ينبغي أن تتريثي، وتتثبتي قبل أن تقدمي عليه الشكاية.

وعليك أن تبذلي وسعك في رفع الظلم الذي لحقه بسببك. فإن فعلت، فنرجو أن لا يلحقك إثم ما دمت فعلت ما فعلت بالخطإ، وبذلت جهدك في تدارك الأمر وتصحيحه.

ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني