الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الزوجة الطلاق لعدم إنفاق الزوج عليها وتقصيره معها في الفراش وإقامته علاقات مع غيرها

السؤال

اكتشفت قبل أربعة أشهر، علاقة زوجي مع زوجة ابن خالته، وهما يتكلمان كلاما لا يقوله إلا المتزوجون في النت؛ لأنهما لا يعيشان في نفس البلد، وحين زراهم بدوني، توطدت العلاقة أكثر، واتفقا على الزواج حين تطلق؛ ليطلقني، ويتزوجا.
عرفت بالموضوع، وطلبت منه الانفصال، إلا أنه قال كانت نزوة، والمجتمع لن يغفر، وهي علاقة لا أمل منها، وكان يقول لها إنه مستعد أن يتحمل الذنوب من أجل حبه لها، علما أنه حاج، ويصلي، ويصوم، ويقوم الليل.
طلب مني السماح؛ وسامحته، ولكني اكتشفت قبل أسبوع أنه بدأ بنفس الشيء مع امرأة أوروبية، طلبت منه الانفصال؛ لأنه منذ زواجنا لم ينفق علي، ويقول أنت تعملين، وكل شيء بيننا مشاركة، ليس عندي منه أطفال، هو عمره ٦٥ سنة، ومتزوج مرتين قبلي، وله أولاد متزوجون، وأحفاد.
هل يحاسبني الله على طلب الطلاق؟
لقد خوفته كثيرا من الله، ولكن لا فائدة، أنا أصغر منه بعشر سنين، وهو لا يشبعني، ويقول بسبب عمره، فقابليته ضعيفة، ورغم ذلك صبرت، والآن بعد الذي حدث، أخاف أن أضعف، وألجأ إلى غيره، علما أني جميلة، ولا يظهر علي العمر.
نبهته إلى أني أخاف الفتنة، لكن لا فائدة.
ساعدوني جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ سؤالك الطلاق جائز، لا حرج فيه، فإنما تنهى المرأة عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.

قال السندي: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى، مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا. حاشية السندي على سنن ابن ماجه.
وإن كان الأولى أن تسعي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة من تلك العلاقات الآثمة، وتسأليه الإنفاق عليك، ومعاشرتك بالمعروف. وإن فضلت البقاء في عصمته، فعاشريه بالمعروف، ولا يستهوينك الشيطان بحجة أنّ زوجك مفرط في حقوقك، وأنّه لا يعفك؛ فتنزلقي إلى الحرام -والعياذ بالله- فالمرأة مؤتمنة على عرض زوجها، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.

قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. تفسير ابن كثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني