الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ابتلاع الصائم الريق المتجمع على طرف شفته

السؤال

أثناء الصوم دائما أثناء قراءة القرآن يتجمع اللعاب بين جانبي شفتي ويرجع إلى الفم ويختلط باللعاب داخل الفم، واستمررت في القراءة ونويت أني سأطرح اللعاب بالمنديل، ثم بعد الانتهاء جمعت اللعاب المتجمع داخل الفم والمختلط باللعاب الخارج وطرحته ولكن بقي بعضه في فمي وبلعته، ولا أدري لم بلعته؟ ولا أعلم اللعاب المختلط الذي بلعته يغلب عليه اللعاب الخارج من الفم أم الداخل، حيث ذكرتم بأن الطعام القليل المختلط بالريق يجوز بلعه، هل هذا يجري نفس اللعاب الخارج إذا اختلط باللعاب داخل الفم؟
أفيدوني لأني أعاني من وسواس وأصبح هذا الأمر يشق علي في القراءة والكلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالريق إذا خرج من الفم إلى الثوب أو اليد, أو إلى ظاهر الشفتين, ثم أرجعه الصائم وابتلعه عمدا, فقد فسد صومه كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 165697.

وعليه؛ فإذا كنت بالفعل قد ابتلعت شيئا من الريق الذي خرج من فمك إلى جانب شفتك عمدا فقد فسد صومك.

وأما إن كان الريق قد سبق إلى حلقك من غير قصد لابتلاعه، أو كنت لم تتحققي أن ما بلعت هو من الريق الذي خرج إلى ظاهر الشفتين وإنما تشكين في ذلك، فصومك صحيح ولا قضاء عليك، وانظري الفتوى رقم: 300967.

أما عن قولك: حيث ذكرتم بأن الطعام القليل المختلط بالريق يجوز بلعه... إلخ فالجواب أن مسألة الريق الخارج من الفم تختلف عن الطعام القليل التي تشيرين إليها فإن الطعام المقصود هو ما كان قليلا جدا يعسر الاحتراز منه، فلو كان لا يعسر الاحتراز منه فإنه مفطر مثل الريق الخارج من الفم تماما إذا تعمد الصائم بلعه.

ونوصيك بالحذر من الوسواس فإنه شر عظيم وعلاجه بالإعراض عنه وتجاهله بالكلية، وراجعي بشأنه فتوانا رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني