الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جزاء من يظلم ويؤذي زوجته

السؤال

إذا كانت الحور العين تدعو على المرأة التي تؤذي زوجها، فمن يدعو على زوجها إذا آذاها؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشأن المسلم أن يدور مع النصوص الشرعية حيث دارت، ولا يقدم بين يدي الله ورسوله! فإذا ورد النص في مسألة قال به واعتقده، وإذا سكت الشرع عن شيء، سكت عنه ووكل علمه إلى الله تعالى، وإذا نزلنا هذا على مورد السؤال فدعاء الحورية على المرأة التي تؤذي زوجها، قد ورد به النص، فاعتقدنا ثبوته، ولم يرد مثل ذلك في حق المرأة، من نحو دعاء الملائكة أو غيرهم على الرجل الذي يؤذي زوجته، فسكتنا عنه، وحسبنا في ذلك أن نقرر حرمة ظلم الرجل وإيذائه لزوجته، وتحذير الشرع من ذلك، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه البوصيري، وحسنه النووي والألباني.

قال النووي في رياض الصالحين: معنى: أحرج ـ ألحق الحرج ـ وهو الإثم ـ بمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك تحذيرا بليغا، وأزجر عنه زجرا أكيدا. اهـ.

وقال المناوي في فيض القدير: بأن تعاملوهما برفق وشفقة، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه، ولا تقصروا في حقهما الواجب والمندوب، ووصفهما بالضعف استعطافا وزيادة في التحذير والتنفير، فإن الإنسان كلما كان أضعف كانت عناية الله به أتم، وانتقامه من ظالمه أشد. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 167743.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني