الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا إثم في التهرب من الأم تجنبا للأذى والضرب

السؤال

جزاكم الله كل خير على جهودكم.
أمي وأختي الكبيرة كانوا يظلمون أبي ويتشاجرون معه حتى في أوقات كان يبكي من ظلمهما ووقوف إخوتي معهما؛ لأن أبي من النوع الطيب وهم ذوو حجج مقنعة وتسلط لسان، وكان أبي يدعو عليهم، ونحن كنا صغارا لم نستطيع الدفاع عنه حتى توفي رحمة الله، بعد ذلك أصبحت أختي تتشاجر مع أمي لأن أختي ظالمة حاسدة حتى توظفت وأمي من النوع المحب للمال، فإذا كانت علاقتنا مع أمي جيدة تغضب أختي الكبيرة ولا تعطي أمي المال مما يزيد من غضب أمي، وتفتعل مشكلة لنا ظلما وتضربنا وتدعو علينا من أجل أن ترضى أختي وتعطيها المال، وإذا تعبت أمي اعترفت بخطئها وأن أختي هي من تكذب علينا وتظلمنا، ثم ساعدناها وذهبنا بها للمستشفى وننام معها في الغرفة حتى تشفى، وإذا شفيت افتعلت مشكلة جديدة ونادتنا بأسوأ الألقاب من أجل المال وهكذا، فأصبحنا نبتعد عنها لم نعد نتحمل ظلمها لنا من أجل المال، وأصبحنا نبتعد عنها ولا نجلس لديها إلا إذا نادتنا ونتهرب منها خوفا من افتعال مشكلة وضربها لنا ودعائها علينا، ونحتسب أن ذلك من البر لها؛ حيث أنها تحب جمع المال وإذا جلسنا عندها لا تعطيها أختي مالا، فهل ما نفعله صحيح من تجنبها والمشاكل معها؟ وهل دعاء أبي مستجاب لظلمهم له؟ وهل دعاؤها مستجاب وهي ظالمة لنا؟
أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدعاء أمكم عليكم إذا كانت ظالمة لكم لا يستجاب -إن شاء الله- وأما دعاء والدكم إن كان مظلوما فهو مظنة الإجابة، وعلى والدتكم وأختكم أن يتوبا إلى الله تعالى مما كانا يفعلانه مع أبيكم رحمه الله، وعليكم أن تذكروهما بلين ورفق بخطأ ما يفعلانه، وبوجوب التوبة مما كانا يفعلانه مع والدكم، وبينوا لأمكم أن دعاءها عليكم لا يجوز، وأن ضربها لكم بلا سبب وأذيتكم من أجل ما ذكر من إرضاء أختكم حتى تعطيها المال لا يجوز كذلك، وذكروا أختكم بالله تعالى وأن عليها أن تحب الخير لكم وألا تسعى في أذيتكم من قبل أمكم، فإن استجيب لنصحكم فالحمد لله، وإلا فلا إثم عليكم إذا ابتعدتم عن مظنة الأذى فلم تخالطوا أمكم حيث تعلمون أنها تضربكم وتؤذيكم، واجتهدوا في برها وطاعتها والإحسان إليها ما أمكن، وتجنبوا إسخاطها وأدوا حق الله تعالى فيها سائلين الله لها الهداية والصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني