الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مسائل الحلف بالطلاق ثلاثا

السؤال

زوجي أثناء غضبه قال: علي الطلاق بالثلاثة سأعمل كذا غدا ـ ولم ينفذ كلامه، وقال لي لم أقصد الحلف باليمين، وكنت غاضبا فقط، ولن أكرر هذا الكلام مرة أخرى، واعتذر لي كثيرا، فهل وقع الطلاق؟ وهل له كفارة إذا لم يكن يقصده؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الزوج المذكور قد نطق بقوله: علي الطلاق ـ من غير قصد اللفظ، بل سبقه لسانه، فلا يلزمه طلاق، كما تقدم في الفتوى رقم: 72095.

وإن كان قصد التلفظ بالطلاق، لكنه لم يقصد بيمينه إيقاع الطلاق، بل قصد مجرد التهديد والتأكيد، فالذي عليه أكثر أهل العلم أنّ زوجته طلقت ثلاثًا، وبانت منه بينونة كبرى، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يجعل الحالف بالطلاق للتهديد، أو التأكيد كالحالف بالله، فإذا حنث في يمينه لزمته كفارة يمين، ولم يلزمه طلاق، وانظر الفتوى رقم: 11592.

والمفتى به عندنا هو قول الجمهور، وعليه تكون الزوجة ـ في هذه الحالة ـ قد طلقت ثلاثا وبانت بينونة كبرى مادام الزوج قد حنث في يمينه ولم يفعل ما حلف عليه، ولا اعتبار لغضب الزوج مادام يعي ما يقول، وانظر الفتوى قم: 15595.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني