الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأهل نكاح ابنهم من فتاة يحبها دون سبب مما لا ينبغي

السؤال

أنا وأحد أقربائي نحب بعضنا في الله منذ الصغر، وعند بلوغنا تقدم لخطبتي، سبحان الله بعد الخطبة بدأت بيننا خلافات وكلما حددنا موعداً لعقد القران تأجل بسبب خلاف بين أهلنا واشتراطاتهم مثل حصوله على شهادته الجامعية، وبعد سنتين غضب أهلي وقرروا تحديد موعد لعقد القران والزواج، وحدث خلاف بين والدتي ووالدته على أمور تافهة مثل اعتقاد كل منهم أن الأخرى لا تحترمها (والدي متوفى) علماً بأنهن قريبات، وشاء الله وله الحمد والمنة أن يغضب والده ويفسخ خطبتنا في يوم وليلة دون رغبة أي منا أو علمه، ووضع رضاه أمام خطيبي وعلقه بفسخ الخطبة فلم يكن له حول ولا قوة إلا أن سكت على ما حدث، متناسين تماماً أنني انتظرت ابنهم سنتين ليتخرج ومتناسين كوني فتاة في مجتمع محافظ وخطبتي الطويلة كانت أمراً شاذاً، الحمد لله على كل حال، فكانت خيرة أن تقربنا أنا وهو من الله أكثر حيث كنا مشغولين بأمور تافهة عن عبادته تعالى، وأخطأنا وأذنبنا وقصرنا كثيراً ولكن تبنا إلى الله، التزمت بحجابي وصلاتي والسنن وقيام الليل وغيره، وكنت ولا أزال موقنة بأن الله سيجمعنا ببعضنا عاجلاً غير آجل، بالرغم من صدمتي ووجعي، فتواصل معي وأخبرني أنه لا يزال يرغب في الزواج مني ولم تتغير رغبته في ذلك منذ كنا صغاراً، خصوصاً أن كلينا مرتاح مع بعضنا ومتفقون ونعين بعضنا على الخير بإذن الله، ولله الحمد كلانا ذو خلق ودين، ونحاول تذكير بعضنا بالصلوات والأدعية والسنن والصيام والأذكار والتحصين وغيره، نتواصل بشكل قليل جداً وذلك تجنباً للوقوع في الحرام ونخشى الله في حديثنا، ولكن عند علمت والدته بذلك غضبت جداً وأخبرته بعدم رغبتها بحضور أي مناسبة متعلقة بارتباطه بي، وأنها لن تساعده في حديثه مع والده، علماً أن والده عصبي جداً وذلك بسبب غضبها من والدتي واعتقادها بكره والدتي لها وإهانتها لها، لا يوجد أي سبب يمنع أهلنا الرفض سوى كبريائهم ونحن نخشى رفضهم لطلبنا بالزواج مرة أخرى، ولا نريد أن نعق أهلنا بتاتاً ولكن نخشى فراق بعضنا ونرغب الستر والعفة والذرية الصالحة من بعضنا، وقلوبنا موجوعة بسبب ذلك، نحن مؤمنون بقضاء الله والحمد لله محسنون الظن بالله، فسبحان الله كل ما تعسر خلال فترة الخطوبة الأولى تيسر ولا يفصله عن حصوله على الشهادة سوى 3 أسابيع بإذن الله، السؤال هو: هل يجوز لأهله ووالده الرفض؟ والده يرغب في رؤية أحفاده مهما كان، لكن ألا يحق لابنه اختيار أم هؤلاء الأحفاد؟ كلانا نخاف الله وكلانا موقنون بأن الله معنا في أمرنا فلا يعجزه أمر في الأرض ولا في السماء، ولكن كحكم شرعي فلا رادع للمسلم إلا دينه، هل يجوز لهم الرفض وجعلنا نعيش مع من نكره ومن لا نرغب بهم فقط لإرضائهم؟ أنا أحب أهله كلهم وهو يحب أهلي ولا نحمل في قلوبنا غلاً على أحد، وبالرغم من صعوبة الأمر اتفقنا على أنه مهما حدث فلا يمكن أن نعق والدينا ونقوم بأمر يرفضونه ونسعى إلى رضاهم ليوفقنا الله مع بعضنا بإذن الله إلى ما نتمنى، فهل يجوز لهم حرماننا وجعلنا نعيش في وجع؟ هل من سبيل يمكن إقناع والده ووالدته ووالدتي؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن ييسر لكما عقد الزواج، ففي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. وانظري الفتوى رقم: 46917.
وننصح بتوسيط أناس حكماء من أهل الخير والصلاح للتوفيق بين أهلك وأهله، مع التوجه إلى الله تعالى بالدعاء لتيسير هذا الأمر، وذلك على الله يسير.
ولا ينبغي للأهل رفض نكاح ابنهم من فتاة ما دون أسباب معتبرة شرعا، ومع ذلك ففي حالة إصرار والديه على عدم زواجه منك، فعليه أن يلتزم بذلك ما لم يخش على نفسه ضررا بعدم الزواج منها، (وهذا بخلاف ما لو أمراه بالزواج بمن لا يرغبها فلا تجب طاعتهما في ذلك)، ونذكر بقول الله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 93194 ، 179911، 210004، وإحالاتها.
وراجعي أيضا بشأن التواصل بين الجنسين وخطره الفتاوى التالية أرقامها: 34747، 198567، 214210، وإحالاتها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني