الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة تصرف كل من الزوجين في ماله الخاص

السؤال

أنا اشتريت أواني لمنزلي من مال زوجي، وأم زوجي رأتها قالت سوف آخذها وأنا رفضت لأنها أعجبتني وأحضرتها لأستعملها ومع ذلك زوجي أعطاها لأمه، وقال هذه من مالي ومن بيت ابنها تأخذ ما تشاء وهذا ليس بيتك أنت ولا من حقك أن ترفضي أن تأخذ أمي شيئا، وعندما اشتريتها زوجي اشتري مثلها لأمه لكن شكلا آخر وهي تقول وأنتم مسافرون أنا وضعت في منزلكم ثلاثة من أواني وسوف آخذ هذه بدلها وهي وضعتها بمحض إرادتها وبدون علمنا وتبرر موقفها أنها أعجبتها وأخذتها لأنها مقابل ما وضعته في منزلنا، أليس هذا ما أخذ بسيف الحياء؟ وما حكم هذا في الشرع قول زوجي هذا ملكي وبيتي وليس ملكك وليس من حقك الموافقة أو الاعتراض؟ وهل شرعا أي شيء في منزل الزوجية ليس ملكا للزوجة؟ مع العلم أنه من مال الزوج وليس لها الحق فيه غير أنها تستهلكه فقط، وهذا ليس أول موقف من أم زوجي ورد فعل زوجي لأنها أخذت أشياء من بيت الزوجية في مصر وأنا شقتي مستقلة وأنا مسافرة أخذت ما أعجبها ولم تستأذن ولما زوجي رأى ما أخذته وسألها هذه الاشياء ملكنا، قالت له نعم وتعللت بأنها تحافظ لنا عليها من التراب رغم أني مغلفة الأشياء للحفاظ عليها في شقتي وهذه الأشياء أهلي من أحضروها لي في جهازي، وأنا صنعتها بيدي وعزيزة علي، وعندما أخبرت زوجي أني غير موافقة على هذا قال بيتي وأنا حر، قلت له أهلي من أحضروها، قال لي دعي أهلك يأتون ويحفظوا لك حاجتك أو يذهبوا بها عندهم، قلت له كيف؟ هذا بيتي يقول لي ليس بيتك وما تملكين فيه غير ما أهلك أحضروه فقط بدليل أن المرأة عندما تطلق تأخذ ما أحضره أهلها فقط لكي لا يعترف بخطأ أمه، وقال لي أنا سوف أطالب أهلك أن يبيعوا لي الأشياء التي اشتروها لك بسعر ما اشتروها لك عند الزواج من عشر سنوات؛ لأن الأصل في الشرع الزوج عليه كل شيء، قلت له هذه أصبحت ملكي وليس من حقهم بيعها لك، فقال إما تبيعين لي إياها أو أهلك يأخذونها عندهم، فاتفقت معه على مبلغ000 30 جنيه مصري وتم الاتفاق، وعند إعطائي المبلغ قال لي هذه 3000 يورو تأخذينها مقابل الأشياء وإما أن ألغي الصفقة هذه، رغم أنه كان تم البيع والمبلغ دين عليه فوافقت؛ لأنه يلوي ذراعي، أريد أن أعرف ما حكم هذا كله في الشرع؟ وهل بيت الزوجية ليس من حقي أي شيء فيه لأن كل شيء ملك لزوجي وأنا أستعمله فقط وليس لي أي رأي في البيت غير أن آكل وأشرب وألبس وأطيعه فقط؟ وهل من حق الزوج أن يعطي أمه ما يشاء وكأني خادمة فقط في البيت؟ مع العلم أني لا أعمل وكل شيء في البيت من مال زوجي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حقّ زوجك أن يعطي أمّه ما شاء من ماله سواء في ذلك ما كان في بيته من آنية أو غيرها، ما دامت مملوكة له، ولا حقّ لك في الاعتراض على ذلك ما دام زوجك ينفق عليك بالمعروف ويوفر لك ما تحتاجينه من مسكن وآلة طبخ ونحوه بالمعروف.
أما ما كان مملوكاً لك من أثاث أو غيره، فلا حقّ لأمّ زوجك في أخذ شيء منه دون رضاك، ولا حقّ لزوجك في بيعه أو التصرف فيه دون رضاك، لكن إذا رضيت أن يبيع شيئاً منه فلا حرج في ذلك.

وعليه؛ فإن كنت رضيت ببيع أثاثك لزوجك بمبلغ من المال فهو لك، وإذا أراد زوجك أن يعطيك مبلغاً دونه فلا يلزمك قبوله إلا برضاك.
واعلمي أنّ حقّ الزوج في التصرف في ماله بما فيه بيت الزوجية ونحوه، وكون المرأة لها حق الاستعمال في ذلك دون حقّ التملك والتصرف، ليس فيه انتقاص من شأن المرأة أو اعتبارها خادمة في بيت زوجها، ففي مقابل ذلك فإنّ للمرأة الحقّ في التصرف في مالها، وإذا كان الأثاث مملوكاً للزوجة فللزوج استعماله، وليس من حقّه التصرف في شيء منه بغير رضاها.
واعلمي أنّه من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني