الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منهج للتدرج في طلب العلم

السؤال

أحبتي في الله، بارك الله فيكم، على ما وعدتموني من عون- بعد عون الله تعالى- على طلب العلم الشرعي، وهدفي من ذلك أن أتقرب لله، وأفيد نفسي، ومن حولي، وأدفع الشبه، وأرد على المغرضين لمنهج رب العالمين الذي أهداه سيد المرسلين.
وهدفي -بإذن الله- أن أكون عالمًا ربانيًا، وإن كنت في بداية الطريق، وإن لم يكتب الله لي لحد الآن شيخ، أو انتظام في جامعة شرعية، لحكمة هو أعلم بها، وسؤالي -بارك الله فيكم-: أرشدوني -أرشدكم الله- للمنهجية التفصيلية لحفظ المنظومات في شتى فنون الآلة، والغاية، مع التدرج - ثلاث منظومات في كل فن مثلًا- وحبذا أن تكون نظمًا لا نثرًا، وإن كان أصلها نثرًا، كالعقيدة الواسطية، مع الإشارة لأهم الشروح، فقد نصحوني أن أسأل منتهيًا، لا مبتدئًا، ولأن كل واحد ينصح بمتن، فتختلط عليّ الأمور، ولا تبخلوا عليّ -بارك الله فيكم- ببعض من النصائح التي تعينني -بإذن الله- على الاستفادة من هذه المتون -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحفظ من أعظم وسائل التمكن في العلم؛ كما بينا في الفتوى رقم: 166865، ونسأل الله أن يعينك عليه.

ومع كون المنظومات أيسر حفظًا من النثر؛ إلا أن الاختيار قد يقع على النثر في بعض العلوم؛ لإتقانه.

ونسوق لك منهجا ذكره العلامة الشيخ: بكر أبو زيد في حلية طالب العلم، يقول:

وننبهك على أن حفظ منظومة جامعة في الفن الواحد، قد يكون أنفع من حفظ جملة من المنظومات في نفس الفن، وأبعد عن التشتت، وأدعى إلى الغوص في دقائق المتن.

وراجع للفائدة الفتويين: 211543، 211990، وتوابعها.

والله أعلم.

ففي التوحيد: "ثلاثة الأصول وأدلتها"، و"القواعد الأربع"، ثم "كشف الشبهات"، ثم "كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، هذا في توحيد العبادة.

وفي توحيد الأسماء والصفات: "العقيدة الواسطية"، ثم "الحموية"، و"التدمرية"؛ ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله تعالى-، فـ"الطحاوية" مع "شرحها". - ويمكن أن نزيد من النظم: سلم الوصول، ثم نونية ابن القيم -.

وفي النحو: "الأجرومية"، ثم "ملحة الإعراب" للحريري، ثم "قطر الندى" لابن هشام، وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.

وفي الحديث: "الأربعين" للنووي، ثم "عمدة الأحكام" للمقدسي، ثم "بلوغ المرام" لابن حجر، و"المنتقى" للمجد بن تيمية -رحمهم الله تعالى- فالدخول في قراءة الأمهات الست، وغيرها.

وفي المصطلح: "نخبة الفكر" لابن حجر، ثم "ألفية العراقي" رحمه الله تعالى. - ويمكن أن يُستعاض عن النخبة بمنظومة قصب السكر للصنعاني، ويُدرس قبلها متن: البيقونية -.

وفي الفقه مثلًا: "آداب المشي إلى الصلاة" للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم "زاد المستنقع" للحجاوي -رحمه الله تعالى-، أو "عمدة الفقه"، ثم "المقنع" للخلاف المذهبي، و"المغني" للخلاف العالي؛ ثلاثتها لابن قدامة -رحمه الله تعالى-.

وفي أصول الفقه: "الورقات" للجويني -رحمه الله تعالى-، ثم "روضة الناظر" لابن قدامة -رحمه الله تعالى-. - ويمكن حفظ نظم الورقات للعمريطي نيابة عن الورقات -.

وفي الفرائض: "الرحبية"، وثم مع شروحها، و"الفوائد الجلية".

وفي التفسير: "تفسير ابن كثير" -رحمه الله تعالى-.

وفي أصول التفسير: "المقدمة" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.

وفي السيرة النبوية: "مختصرها" للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصلها لابن هشام، وفيه "زاد المعاد" لابن القيم -رحمه الله تعالى-.

وفي لسان العرب: العناية بأشعارها، وكـ"المعلقات السبع"، والقراءة في "القاموس" للفيروز آبادي رحمه الله تعالى. … وهكذا من مراحل الطلب في الفنون. انتهى بتصرف، وتعديل، علمًا بأن ما بين العلامتين (- -) أدرجناه في كلام الشيخ.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني