الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الرجوع إلى الطاعة بعد الانحراف

السؤال

أنا شاب كنت متمسكًا بديني وملتزمًا التزامًا كاملًا، وأنا في الـ 18 و 19 من عمري، لكن عندما دخلت الجامعة طرأت تغيرات كثيرة بالنسبة لالتزامي بالصلاة والعبادات، فأصبحت أقطع في الصلاة وأرتكب المعاصي، حتى إنني أصبحت أحاول أن ألتزم بالصلاة فلا أستطيع، وصار معظم تفكيري بالشهوات برمتها.
يا إخواني، ما الذي عليّ أن أفعله لأعود لسابق عهدي بالالتزام والطاعة؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك -أولًا- بتجديد التوبة لله تعالى، وتفقّد علاقتك معه، والتضرع إليه بأن يصلح حالك.

ثم اعلم أنه في الغالب ستكون ثمة أسباب معينة وراء انتكاستك بعد التزامك، مثل: وجودك بين أصدقاء سوء، أو وجود بيئة للمعصية لم تكن موجودة في السابق، أو نحو ذلك.

فابحث عن تلك الأسباب وعالجها بما يناسبها، وانتقل من بيئة المعصية إلى بيئة الطاعة، وصاحب الأخيار من الناس، وابتعد عن الأشرار منهم. واحذر كل الحذر من الاستسلام لأهواء النفس ونزغاتها وشهواتها، وذلك بمجاهدتها وحملها على مخالفة هواها ومجانبة الشهوات، وفعل ما تكره من الطاعات، حتى تعتاد ذلك وتتمرن عليه، ويصير ذلك عادة فيها؛ فبالمجاهدة يتيسر العسير، وتعود إلى ما كنت عليه -إن شاء الله-، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

وأدم الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام؛ فإن ذلك من أعظم ما يرقق القلب، ويبعث على فعل الخير ومجانبة الشر، واحرص على أداء ما افترضه الله عليك من عبادات، وخاصة الصلاة؛ فإنها أمرها عظيم وشأنها كبير، فاحمل النفس عليها واصطبر على ذلك. واستشعر مراقبة الله لك واطلاعه عليك في كل حركاتك وسكناتك؛ فإن ذلك يحثك على خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

وراجع لزامًا الفتوى رقم: 17666 حول عوامل الفتور عن الالتزام بالدين وسبيل الإصلاح والعودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني