الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمور المعينة على ترك مشاهدة أفلام الجنس

السؤال

أنا أعلم أن مشاهدة أفلام الجنس حرام تماما، ولكن لا أستطيع أن أساعد نفسي على التوقف، الرجاء مساعدتي مع هذه المشكلة، أنا لا أريد أن أموت ولدي سجل مليء بالخطايا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك.
فالذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو مجاهدة النفس والهوى والشيطان, فإن ترك مشاهدة الأفلام الخليعة يحتاج بعد الاستعانة بالله تعالى إلى إرادة قوية وعزم أكيد، مع عدم التعرض إلى ما يثير الرغبة في مشاهدتها، كرؤية الصور الفاتنة، ومما يقوي هذه الإرادة استشعارُك رؤية الله تعالى لك، وأنه مطَّلع على عملك، ومجازيك به، وأنه سائلك عن عمرك فيم أفنيته؟ وعن شبابك فيم أبليته؟ فأعد للسؤال جوابا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع... ومنها وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه. رواه الترمذي. فالعبد يسأل عن عمره عامة وعن شبابه خاصة، فهل إذا سألك مولاك عن ذلك هل ستجرؤ أن تقول: كنت أشاهد الأفلام الخليعة.
واعلم أن المشقة الناشئة عن مجاهدة النفس على ترك مشاهدة الأفلام الخليعة، وعلى ترك النظر إلى الصور المثيرة الداعية إلى مشاهدتها، تكون قوية في بادئ الأمر، ولكن بالاستعانة بالله تعالى وأخذ النفس بالشدة والاستمرار في المجاهدة، يهون الأمر ويسهُل.
وفي مشاهدة هذه الأفلام من الأضرار الدينية والدنيوية على الشخص ما لا يخفى، فهي تؤدي إلى ارتكاب الفاحشة، وتميت القلب وتقسيه، وتؤثر على نفسية المشاهد.
لذلك يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى مع العزم المصمم على عدم العودة مرة أخرى، لمشاهدة تلك المناظر، والندم على ما مضى من ذلك، فإذا تبت إلى الله تعالى توبة صادقة قبلت توبتك؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وانظر بعض الوسائل المعينة ـ بإذن الله تعالى ـ على الاستقامة وترك مشاهدة الحرام في الفتاوى التالية أرقامها: 6617، 21807، 75623، 137744، 194891، 204682، 219850، 66439، 251746.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني