الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك المرأة صلة أرحامها خشية ظنهم بها أنها ترغب في الزواج من أبنائهم

السؤال

هل تكون المرأة قاطعة للرحم إذا كانت المرأة لا تتواصل مع أرحامها ولكن إذا سألوا عنها تجيبهم، وإذا سلموا عليها تسلم عليهم؟ لأنه إذا تواصلت المرأة مع الأرحام كخالات وعمات وأعمام وأخوال في غلبة الظن يفكرون أن لها قصدًا (ربما ظنوا أنها تريد أبناءهم)، وربما قالوا في أنفسهم: "لماذا تتواصل معنا؟ ربما تريد شيئًا". وهذا الظن لن يكون فقط مع الأرحام، بل كل من يسمع عن ذلك في غلبة الظن يكون تفكيرهم كذلك؛ لأن معظم أبناء الأخ أو الأخت لا يتواصلون مع الأرحام التي ذكرت، إلا إذا سألوا عنهم أو على فترات طويلة، وتواصل أبناء الأخ أو الأخت مع هذه الأرحام ليس عرفًا شائعًا بينهم، خصوصًا إن كانت امرأة.
وهل يكفي الدعاء لهم أو إرسال السلام لهم مع الآخرين أو إرسال رسالة نصية لهم دون معرفتهم للمرسلة على رقم شخص آخر (شخص يعرفونه)؟ ولكن من الممكن أن لا يجيبوا على الرسالة. وهل يكفي إرسال الرسالة حتى إن لم يجيبوا؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صلة الرحم واجبة فرضها الله في محكم كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقطيعة الأرحام من الذنوب العظيمة؛ قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].

والأعمام والعمات والأخوال والخالات من أوائل من لهم حق صلة الرحم؛ فحافظي على حقهم، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 11449.

وما ذكرت من كون صلة ابن الأخ للأعمام ليس شائعًا مرده إلى التقصير في حق الصلة، لا لأن هذا هو العرف، ومع هذا فالصلة متنوعة، وتختلف باختلاف الأحوال والأعراف، فتارة تكون بالزيارة، وتارة بالهاتف، وتارة بالرسالة، وتارة بالإنفاق على الفقير من ذوي الرحم، وتارة بالهدايا للبعض في المناسبات والأعياد. وانظري للفائدة الفتويين: 151329، 245188، وتوابعهما.

والصلة دون معرفة المتواصل لا يتحقق بها المقصود؛ لأن القريب المراد صلته سيبقى معتقدًا أن قريبه قاطعه ويتغير قلبه عليه.

فالواجب أن تصليهم بما أمكن مما جرى عليه العرف، وما ذكرته من كون من تريدين صلتهم سيفهمون أنك تريدين الزواج من بعض أولادهم ليس بصحيح؛ فكثير من المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها يصلن الأعمام والعمات والأخوال والخالات دون حصول هذا التخوف، وإنما هذه حيلة من الشيطان لصرفك عن الصلة الواجبة.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا للضرورة؛ فستجدين -إن شاء الله- نصائح نافعة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني