الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المصر على الاستمناء، وهل يعتبر ممن ينتهك حرمات الله

السؤال

ابتليت بالاستمناء وأتوب منه دون جدوى، مع أنني مواظب على الصلاة وقراءة القرآن والاعتكاف في المسجد... ولا أعلم دواء يجدي نفعا إلا الزواج... ولا أشاهد أفلاما إباحية... وأغض البصر... وربما مشكلتي هي حبي الشديد لخطيبتي حيث أفكر بشدة في العلاقة الحميمية... حتى ينتهي الأمر إلى الاستمناء، وعندها تخضع نفسي لمعاودة الفعل الخبيث أكثر من 4 مرات متتالية، وفي تلك اللحظة فقط أقوم بمشاهدة الصور الكرتونية الجنسية من الأنترنت ظنا مني أن هذه الصور أقل إثما من الصور الأخرى.... فهل أعتبر فاسقا، لأنني أصر على صغيرة لم أتب منها، أو ممن يشملهم حديث انتهاك حرمات الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يرزقك العفة، والحياة الطيبة، وليست المشكلة الكبرى في وقوع الذنب، وإنما في اليأس من التوبة أو ضعف إرادة التوبة خصوصا، والطاعة عموما، فمهما كان العبد تقيا قد يغلبه الشيطان، ولكن المهم أن يبادر بالتوبة والإنابة إلى الله، ولا ييأس من رحمة الله، وانظر الفتويين رقم: 112268، ورقم: 272113.

واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فتب إلى الله تسلم من الذنب، ولا توصف بالفسق.

وأما حديث انتهاك حرمات الله: فنرجو ألا تكون داخلا في هذا الحديث، فقد بينا في الفتوى رقم: 131294، أن هذا الحديث في المستخف بحرمات الله لا في من زلت نفسه، أو ضعفت.

ولا تجوز لك مشاهدة الصور المذكورة ـ لا سيما وقد ذكرت أنها تُذكي الشهوة وتدفعك إلى الاستمناء ـ وانظر الفتوى رقم: 231820.

وطالما تكرر منك هذا المنكر، فالواجب الأخذ بأسباب السلامة، والبعد عما يدنيك من هذا الذنب، فراجع الفتوى رقم: 7170، بخصوص وسائل الخلاص، وتذكر أن الإصرار على الصغائر يعد فسقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني