الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتعامل البنت مع أمها التي تفضل إخوانها عليها

السؤال

أنا فتاة ذاقت طعم الأمومة في مواقف نادرة، ومعدودة. فأمي من الشخصيات القاسية جدا حتى مع من حولها، وتفضل إخوتي علي؛ لأني بنت، وترى أنه ليس للبنت أي حقوق، وأنها وجدت للأعمال المنزلية، وأن الحب والحنان والعاطفة لها نوع من أنواع الدلال، الذي سيؤدي لفسادها. ولكن عوضني ربي بأب غاية في الحنان والعطف، وضعني داخل قلبه، وكان دائما يدافع عني، ويعيد لي حقي، وقيمتي.
في الفترة الأخيرة أمي تجسست على هاتف أبي، وقرأت الرسائل التي بيني وبينه، والتي ليس فيها شيء غير إظهار حبي له، وشكواي إليه عن حالي، والمعاملة القاسية، وعدم الاحتواء؛ لأفرغ ما في صدري، وأرتاح؛ فغضبت علي، وامتنعت عن محادثتي، وشبه تبرأت مني، ووصفتني بالعاقة، مع أني -وربي علي شهيد- أبرها إرضاء لربي، ولا أرفع صوتي عليها، ولا أتلفظ معها بأي أذى، كما يفعل إخوتي، وتسامحهم بحجة أنهم أولاد لا حرج عليهم، وألبي لها كل ما تطلبه من أعمال منزل وغيرها لإرضائها.
ما التصرف المطلوب مني الآن؟
وما حكم الشرع في هذا الموقف، مع العلم أني ذهبت إليها لتسامحني، واعتذرت منها كثيرا، ودائما ردها أنا لا أعرفك، وتبرأت منك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على حرصك على البر بأمك، وإرضائها، وحذرك من عقوقها، والإساءة إليها بأي إساءة. فاثبتي على ذلك، فبر الوالدين واجب، وعقوقهما محرم، كما بينا في الفتوى رقم: 36831.
والتصرفات التي ذكرتها عن أمك من قسوتها عليك، وتفريقها بينك وبين إخوتك، أمر مستغرب جدا؛ لأن الأم مجبولة على الشفقة على أولادها وخاصة الإناث منهم.

فوصيتنا لك أن تلتمسي أولا سبب تعامل أمك معك، والعمل على معالجة كل سبب بما يناسب. ثم إن عليك بكثرة الدعاء، وسؤال الله أن يوفقك إلى رضا أمك عنك، واجتهدي في هذا السبيل، واشفعي إليها بالمقربين إليها.

وكتابتك لأبيك بخصوص ما يحدث منها معك، الأصل أنه لا يجوز؛ لما فيه من الغيبة، إلا إذا كان بقصد التظلم، وغلب على ظنك أن يدفع أبوك عنك ظلمها.

وأما ما ذكرت من كونها لمجرد تفريغ ما في الصدر، ولأجل الارتياح، فلا يجوز، وراجعي الفتوى رقم: 79100، فالواجب عليك التوبة، وشروطها مبينة في الفتوى رقم: 29785.

وقد أحسنت باستسماحك أمك، وطلب المعذرة منها، وكان ينبغي أن تعذرك، ونوصيك بكثرة الدعاء لها عسى الله أن يرضيها عنك بما شاء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني