الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: يدبر الأمر، وقوله: فالمدبرات أمرا

السؤال

ما هي كيفية التوفيق بين قوله تعالى: يدبر الأمر ـ وقوله عز وجل: فالمدبرات أمرا ـ والجمع بينهما؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى هو مدبر الأمور وقد كلف سبحانه وتعالى الملائكة بتدبير بعض أمور الخلق، قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ـ لا أحفظ خلافًا أنها الملائكة، ومعناه أنها التي تدبر الأمور التي سخرها الله تعالى وصرفها فيها كالرياح، والسحاب، وسائر المخلوقات. انتهى.

وقال البغوي: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ـ قال ابن عباس: هم الملائكة، وُكُّلوا بأمور عرفهم الله عز وجل العمل بها... اهـ.

وقال ابن عثيمين: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ـ أيضا وصف للملائكة، تدبر الأمر، وهو واحد الأمور يعني أمور الله عز وجل لها ملائكة تدبرها، فجبرائيل موكل بالوحي يتلقاه من الله وينزل به على الرسل، وإسرافيل موكل بنفخ الصور الذي يكون عند يوم القيامة ينفخ في الصور فيفزع الناس ويموتون، ثم ينفخ فيه أخرى فيبعثون، وهو أيضا من حملة العرش، وميكائيل موكل بالقطر وبالمطر والنبات، وملك الموت موكل بالأرواح، ومالك موكل بالنار، ورضوان موكل بالجنة، وعن اليمين وعن الشمال قعيد موكل بالأعمال، كلٌ يدبر ما أمره الله عز وجل به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني