الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بقول: ياجبار السماوات والأرض اجبرني جبرا يليق بجبرك جبرا أنت أهله ووليه

السؤال

أسأل ما صحة دعاء: ياجبار السماوات والأرض اجبرني جبرا يليق بجبرك جبرا أنت أهله ووليه؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع إن شاء الله من هذا الدعاء؛ فمن معاني اسم الجبار: جبر المنكسرين؛ قال القحطاني في شرح أسماء الله:
الجبار قال الله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار}.
للجبار من أسمائه الحسنى ثلاثة معان كلها داخلة باسمه (الجبار): فهو الذي يجبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير، ويغني الفقير، وييسر على المعسر كل عسير، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر، ويعوضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب وإذا دعا الداعي ، فقال: (اللهم اجبرني) فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع المكاره عنه.
والمعنى الثاني : أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء.
والمعنى الثالث : أنه العلي على كل شيء. انتهى.
وقد ذكره السعدي مختصرا.

وقد ورد ذلك في الدعاء بين السجدتين؛ قال القاري في المرقاة في شرحه ما يقال بين السجدتين: قال ميرك: ورواه الحاكم، ابن ماجه، والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال فيه: رب اغفر لي، وزاد الترمذي، والبيهقي: "واجبرني"، أي: اجبر كسري، وأزل فقري... انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: (واجبرني) أي سد مفاقري قال في الصحاح الجبر أن تغني الرجل من فقر أو تصلح عظمه من كسر وجبر الله فلانا سد مفاقره وجبر مصيبته رد عليه ما ذهب منه أو عوضه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني