الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغسل من الجنابة ليس شرطًا في صحة الصوم

السؤال

نحن في اليوم السابع من رمضان، وفي ليلة اليوم السابع هذه حدثني خاطبي عبر الهاتف، وكان يحاول أن يجاهد نفسه جهتي كعادته، ولكنه فشل هذه المرة، وتغزل في جسدي بشكل صريح، فرفضت في بادئ الأمر، ولكن شعرت بشهوة، ونزل مني سائل، وطلب مني أن أردد بعض الكلمات، وقلتُها من ضعفي، وهذه الكلمات لم تكن إباحية بشكل صريح، لكنها مثيرة، ولا أذكر لحظتها إن كان نزل سائل أم لا! وأعلم أن الكلام معه يجب أن يكون بضوابط شرعية، ولكننا أخطأنا للأسف، أعلم أن هناك فرقًا بين المذي والمني، ولكن حتى وإن فرقت فسيغلبني وسواسي القهري، ولن أرجّح في النهاية ما نزل مني في بادئ الأمر إن كان مذيًا أم منيًّا، وقلت لنفسي: "طالما لم أشعر باهتزاز، أو فتور، فلا يجب عليّ الغسل، بل يجب تطهير الثوب فقط، وصومي صحيح".
ولكني الآن في نهار اليوم السابع من رمضان، وصرت أشك في صومي، فهل يصح أم عليّ قضاؤه؟ مع العلم أنني قاومت شعور الشهوة، ولكني أيضًا كلما تذكرت كلامه شعرت بنفس الشهوة، بل تخيلت جماعنا، وجاهدت نفسي، ولكني لم أشعر أيضًا باهتزاز، أو فتور، ونظرت لصوري فتمت إثارتي من نفسي، ربما لأنه تغزل بي، فهل يصح صومي أم لا؟ وأريد إجابة واضحة؛ لأن وسواسي القهري سيجعلني أفهم الشرح بأكثر من طريقة، مع العلم أني أنوي الاغتسال بشكل احتياطي؛ حتى أضمن صحة صومي غدًا -بإذن الله-، لكن ماذا عن صحته اليوم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليكما أن تتوبا إلى الله تعالى من هذا الصنيع، وألا تتعديا فيما بعد حدود الشرع الشريف؛ فلا تتكلما معًا إلا حيث وجدت الحاجة، وأمنت الفتنة، وأما صومك -والحال ما ذكر- فهو صحيح، سواء كان هذا السائل الخارج منك منيًّا أم مذيًا ما دام هذا الشيء قد حدث بالليل، ثم الظاهر أن هذا السائل الخارج منك هو المذي، وهو نجس موجب للوضوء فقط، وانظري لبيان الفرق بين مني المرأة ومذيها الفتوى رقم: 128091.

وإذا شككت في هذا الخارج هل هو مني أو مذي؟ فإنك تتخيرين؛ فتجعلين له حكم أحدهما، ولا يجب عليك الغسل إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا أن هذا الخارج هو المني، وانظري الفتوى رقم: 64005.

وإذا كنت مصابة بالوسوسة فعليك أن تجاهدي الوساوس، وتعرضي عنها، وتسعي في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 51601

وننبهك إلى أن الغسل من الجنابة ليس شرطًا في صحة الصوم، وانظري الفتوى رقم: 147355.

وخروج المني نتيجة التفكير لا يؤثر في صحة الصوم، وانظري الفتوى رقم: 127123.

وفي فساد الصوم بخروج المذي بالمباشرة، ونحوها خلاف، والمفتى به عندنا: أنه لا يفسد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني