الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإخبار بزنا فلان قذف؟

السؤال

أفيدوني -بارك الله فيكم-: أعلم أني قد عصيت معصية عظيمة -أسأل الله أن يغفرها لي-، وإنني –والله- أحدث وقد ضاقت بي الأرض، لي أخت ابتلاها الله بأن اعتدى عليها بالاغتصاب أحد أبناء عمومتي وهي صغيرة، وقد كتمت الأمر عنّا حتى لم تقوَ على ذلك، فأخبرتنا وهي -ولله الحمد- صابرة، وقد ثبتتها أمي، وأعانتها على تجاوز ما مر بها، ثم شاء الله أن أصادق فتاة، وتكون قريبة مني، ثم أخبرتني بعد ذلك أن لها أخًا قد اعتدى عليها بمثل الاعتداء هذا في صغرها، وكانت تفكر في الانتحار، ولم أجد طريقة أثبتها بها سوى أن أخبرها بما جرى مع أختي، على أنه جرى لي، حتى لا أفضح سر أختي، وقد بدأت تحاول تجاوز ما جرى هي الأخرى، ولكني الآن في ضيق شديد؛ فأنا كل يوم أحتقر نفسي أن كذبت مثل هذه الكذبة، مع العلم أني قد اضطررت لتغيير بعض الأحداث حتى لا تعلم هي حقيقة ما جرى لأختي بالضبط، وأنا الآن أحدثكم، وأنا نادمة على ما فعلت؛ فهل يعتبر ما قلته عن ابن عمتي هذا من باب قذفه؟ وماذا أفعل حتى يقبل الله توبتي؟ مع العلم أن هذه الفتاة ما إن بدأت تعود لحياتها من جديد حتى تركتها، وابتعدت عنها، فأفيدوني -بارك الله فيكم- ماذا أفعل؟ فأنا أحس أن الله غاضب عليّ بسبب ما فعلت، ولا أعلم كيف أتوب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يصبر أختك، وصديقتك، وأن يعوض عليهما خيرًا، ونسأل الله أن يجزيك خيرًا على حرصك على انتشال هذه الفتاة من التفكير في الانتحار، مع الحرص على ستر أختك.

وننبهك على أن الكذب لا يشرع وسيلة للدعوة إلى الله، فهو محرم، والواجب اجتنابه؛ فالواجب عليك التوبة من ذلك.

وكان يمكنك أن تحكي القصة بصيغة: أعرف امرأة قريبة لي ... اغتُصِبت دون تعيين المغتصب.

وأما كلامك على ابن عمك: فإنه وقع بطريق الإخبار، لا القذف المباشر، وقد بيّنّا في الفتوى رقم: 126969 أن الإخبار بزنا فلان غيبة لا قذفًا.

فتوبي إلى الله من اختلاق هذه القصة، واندمي على ذلك، ونسأل الله أن يغفر لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني