الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأجير القاعات للمناسبات مع عدم تقديم المحرمات

السؤال

أنا بصدد افتتاح محل لتنظيم المناسبات، كحفلات الزفاف، وحفلات التخرج وأعياد الميلاد،ـ والمؤتمرات لأفراد، أو مؤسسات، وشركات، وسأكون مزود خدمات، ومنسق عمل، ولا أنوي تقديم أي موسيقى، أو خمور، أو أي شيء من المحرمات، وعملي سيقتصر على تقديم الحلوى، كالكيك، وعمل الديكور، وتزيين المكان، فهل هناك مانع شرعي في إقامة مثل هذه الحفلات، أو تنظيمها؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يطيب رزقك، وأن يعينك على تحري الحلال، ثم إننا فهمنا من سؤالك أنك تملك منافع بعض القاعات، أو المحلات، وستقوم بتقديمها مع بعض الخدمات لمن يحتاجها، وقد بينا في الفتوى رقم: 111080، أنه لا يجوز تأجير القاعات لمن يستأجرها من المستأجرين لارتكاب المحرمات فيها، مثل: الرقص، والغناء، والموسيقى، والاختلاط، ونحو ذلك؛ لأن ذلك من باب التعاون على الإثم، فلا يكفي أن تزود من تعاملهم بالمباح، بل الواجب منعها ممن يستأجرها لعمل محرم.

فأما إن كان مقصودك أنك تقوم بتزويد هذه الخدمات في قاعات لا تملكها، ولا تملك منافعها، فلا تخلو من حالين:

1ـ أن تكون المناسبة حلالًا، كالزواج، وحفلات تكريم الطلبة المتفوقين، فلا بأس بذلك ـ وإن تضمن الاحتفال نوع منكر ـ فإنها إجارة على منافع مباحة، وأنت لم تشارك فيما قد يفعلونه من منكرات، ونفس الاحتفال حلال، فمخالطة المنكر في بعضه لا يحرم باقيه بشرط عدم حضورك لهذا الحفل؛ إذ لا يجوز حضور منكر بحيث تراه، أو تسمعه، وانظر الفتوى رقم: 7179.

2ـ أن تكون مناسبة محرمة، كأعياد الميلاد، فتقديم الخدمات حينئذ من التعاون على الإثم.

وانظر في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد الفتويين رقم: 1319، ورقم: 11559.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني