الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود كلمة مخالفة للعقيدة في برنامج علمي.. الحكم والواجب

السؤال

ما الحكم إن كنت أشاهد برنامجا ما أو مقطع فيديو تعليمي أو علمي ولم يكن به شيء من المحرمات, إلا أن أحد الضيوف أو الموجودين بالبرنامج أو الفيديو قال كلمة مخالفة للشرع, أو قال كلمة كفر, أو قال كلمة مخالفة للعقيدة, لكن هذا ليس موضوع البرنامج وهي كلمة أو جملة أو حديث عارض ما يلبث أن ينتهي سريعا؟ وماذا يجب أن أفعل في هذه الحالة؟ وهل يجب أن أتوقف عن المشاهدة؟ أم أغير البرنامج وأعيده مرة أخرى، مع أن الكلمة أو الجملة من الممكن أن تكون قد انتهت بالفعل؟ أم يكفي إنكاري للخطأ بالقلب وأستكمل المشاهدة للانتفاع بالعلم الموجود بالبرنامج؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يكفيك الإنكار بقلبك وعدم الرضا بهذا القول والسعي في إزالته إذا كان لا يزال قائما، وينبغي عمل ما يتيسر لك من إنكاره بالقول أو الكتابة، فيمكن أن تعلق على البرنامج أو تراسل القائمين عليه بإنكار ما أنكره الشرع، ولا تمنع استفادتك من هذا البرنامج ما دمت تنكر الكلمة المذكورة، فإن الله تعالى لما قال: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام: 68}. قال بعدها: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام 69}.

قال السعدي: هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ـ أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني