الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة الوالدين من البر وإن ظلما

السؤال

ظلم الوالدين للابن أبي ظلمني وأهانني وأمي أعانته على ذلك، فهل أبرهم فوالله لا أستطيع برهم الذي أستطيعه هو الدعاء لهم وأحيانا الصدقة عنهم فقط، والله لا أستطيع غير ذلك، ارتكبوا في ما لم يرتكبه أشد أعدائي، سحبوا مني المال والآن لا أعيش إلا على 700 ريال شهريا كلما نظرت لهم يمتلئ قلبي بذكريات الماضي بالإهانة والضرب، أبي أعان أناسا على أن تكسر يدي، كان يضحك علي ويقول لي أبو يد إهانة لي، أمي تقول لي أنت ضعيف ذو اليد، أين رحمتهم؟ أين ذلك؟ والله إني أعلم الأحاديث عن بر الوالدين والآيات لكني والذي نفسي بيده لا أستطيع الاحتكاك بهم أبدا، قلبي يمتلئ غضبا لدرجة أني لا أذهب لنفس المسجد الذي يذهب أبي إليه، وليس لدي مال للخروج خارج البيت، عمري 20 سنة فقط، والله لا أستطيع إلا الدعاء لهم والصدقة عنهم، لا أستطبع السلام عليهم ولا النظر إليهم، هل إذا ابتعدت عنهم لحفظ نفسي والبعد عن الغضب الذي أعماني عن كل شيء حتى الصلاة إذا غضبت لا أصليها، هل إذا هجرتهم هجرا جميلا هل آثم? كل ما أريده هو حياة طيبة، وإذا أصبح لي دخل مالي سأترك البيت بلا رجعة، والله فعلوا بي أشياء إني أستحيي قولها، وأبي حسن الخلق وطيب لأقاربي يعطيهم مالا، أنا والله ليس لدي إلا 700 ريال سحب المال مني، طردني من البيت بعد ضربي وشتمي، والله لا أستطيع بره ولا أمي لا أستطيع إلا الدعاء لهم والصدقة عنهم هل ذلك كاف? الآن أدعو لهم في سجودي، ومن الـ 700 أتصدق عنهم ب 100 شهريا، ولا أحتك بهم إطلاقا، هل ذلك كاف?.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجوابنا بالفتاوى: 253615، 76174، 75249، مشتمل جواب سؤالك، وخلاصته أنه لا يجوز قطيعة الوالدين وإن ظلما، وحقهما في البر باق.

وقد أحسنت إذ دعوت لهما وتصدقت عنهما، ولكن عدم زيارة الوالدين وإلقاء السلام عليهما من العقوق، فصبِر نفسك على زيارتهما، والسلام عليهما.

ونسأل الله أن يفرج عنك، ويصلح حالك وحال والديك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني