الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صوم من نام قبل الإفطار ولم يستيقظ إلا بعد الفجر

السؤال

أنا طالب في بريطانيا، والصوم لدينا مدته 19 ساعة، وأنا قد نمت قبل الإفطار ولم أستيقظ إلا مع صلاة الفجر, فهل يجوز أن أفطر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالواجب عليك الإمساك، ويحرم عليك الأكل إلا إذا شق عليك الإمساك مشقة غير محتملة، فيجوز لك الفطر حينئذ، وعلى القول بأن صيام رمضان تكفي فيه النية من أول الشهر؛ فإن صومك صحيح بتلك النية، وأما على القول بأنه لا بد لكل يوم نية مستقلة؛ فإن صيامك لا يصح؛ لكونك لم تنو صيامه من الليل، والذي هو الوقت المعتبر لنية الصيام، وانظر الفتوى رقم: 79595 عن الوقت المعتبر لنية صيام الفرض والنفل.

وقد تعددت أقوال أهل العلم في نية الصوم في رمضان هل يشترط للصائم أن ينوي الصيام قبل كل يوم جديد، أم تكفي نية واحدة وتجزئ عن جميع أيام الشهر؟ فقال بعضهم: تجب نية مستقلة لكل يوم من أيام رمضان. وهذا قول الحنفية، والشافعية، والمذهب عن الحنابلة، وقد اختارت هذا القول اللجنة الدائمة للإفتاء، وهو المفتى به عندنا سابقًا، كما في الفتوى رقم: 14300.
وقال آخرون: تجزئ نية واحدة عن جميع شهر رمضان؛ لأن صوم الشهر عبادة واحدة، وهو كالحج؛ فالحج طوافه وسعيه والوقوف بعرفة تجزئ فيه نية واحدة عن جميعه. وهذا قول المالكية، ورواية عند أحمد، واختيار الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-؛ فقد قال: "وهذا هو الأصح، لأن المسلمين جميعًا لو سألتهم لقال كل واحد منهم: أنا نويت الصوم أول الشهر إلى آخره. فإذا لم تتحقق النية حقيقة فهي محققة حكمًا، لأن الأصل عدم القطع ... اهـ.

ولا شك أن الأحوط والأبرأ لذمتك أن تقضي ذلك اليوم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني