الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الفتاة أمها في طلب الطلاق

السؤال

أنا فتاة مخطوبة، وقد عقد قراني، والمعلومات التي وصلتني عن خاطبي يوجد بها الكثير من الكذب الذي لم أكتشفه إلا بعد العقد، بالإضافة إلى أنه تصدر منه الكثير من التصرفات المضايقة لي، وأمي غير راضية عنه، وتنصحني بتركه، ولكن مع ذلك له العديد من المواقف التي أشهد له بها، وأخاف إن تركته أن أكسب إثمًا، خصوصًا أنه لا يرى سببًا مقنعًا لذلك، وأعتقد أنه يحبني، أضف إلى ذلك أنني نوعًا ما مرغمة عليه؛ لأنني أعيش مع أختي بسبب دراستي، فهل أعد ظالمة له إن تركته، وأثّر ذلك عليه سلبًا؟ مع العلم أنني أصبحت أكرهه لكثرة ما سمعت عنه، أفيدوني -جزاكم الرحمن جنته- هل تركي له ظلم من أي جانب، وأحاسب عليه؟ أشكر لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولًا أن الشرع الحكيم قد جاء بنهي المرأة عن طلب الطلاق من زوجها لغير سبب مشروع يدعوها إلى ذلك، وقد أوضحنا في الفتوى رقم: 37112، مسوغات طلب الطلاق فراجعيها، فإن لم يكن هنالك ما يبرر لك الإقدام عليه، فلا يجوز لك فعله، ولا طاعة أمك فيه؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، وليس من المعروف مفارقة المرأة زوجها.

وأما إن كان هنالك مسوغ شرعي، كفسق الزوج، ونحو ذلك، فيجوز لك طلب الطلاق منه، بل يجب عليك طاعة أمك، وطلب الطلاق؛ لأن هذا من الطاعة في المعروف، وراجعي الفتوى رقم: 76303، وهي عن ضوابط وجوب طاعة الوالدين، ولا تكونين ظالمة لزوجك بفراقك له والحالة هذه، هذا مع التنبيه إلى أن الفراق قبل الدخول أهون منه بعده، وأقل آثارًا سلبية يمكن أن تترتب عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني