الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تولي ابن الأخ تزويج الفتاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
بلغت من العمر ٢٧ عاما كل من طلبني للزواج ترفضه أمي حتى تبين لي من كلامها أنها تريد إبعاد فكرة الزواج من بالي ولكني أحوج ما أكون إليه فبالكاد أستطيع السيطرة على رغباتي الفطرية الجامحة حتى أن النوم هجرني بعدما أنعم الله علي بالتوبة ـ أسأل الله العفوـ ونحن بهذا الحال أتتني جارة لي في البلد الذي أعمل به وطلبتني للزواج بأخيها فرفضت أمي وطلبت مني أن أبتعد عن تلك المرأة لكني حين علمت أنه حامل لكتاب الله وعائلته من التقاة تمسكت به عسى بزواجي منه أعف نفسي ففاتحت إخوتي بالأمر وطلبت من أخي الأكبر أن يسمح لي باستقبالهم في بيته فوافق وكذلك أختاي وأخي الأصغر على مضض كل هذا ونحن نطلب من أمي الحضور بدون جدوى وحينما جاؤوا وفاتحوا أخي في الموضوع قال إن لم توافق الوالدة فلا أستطيع فعل شيء فغضبت وسافرت إلى مقر عملي عازمة على الزواج وحدي والتقينا عند العدل بمعية ابن أخي وزوجته لكن العدل ظن أنه الولي فكتب اسمه وحين أخبرتهم غضبت أمي قائلة إني دنست شرف العائلة بزواجي بشخص أسود مع أنه خلاف ذلك ولحد الساعة تخيرني بينها وإخوتي وبينه محتجة بكلام العرافة بأني سأخسر عملي وكل شيء إن بقيت معه ماذا أفعل مع أمي فأنا مرتاحة مع زوجي في الحلال

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أمك تمنعك الزواج من الكفء فليس لها الحق في ذلك، وقد أساءت بهذا التصرف إساءة عظيمة، وانظري الفتوى رقم: 998، وقد ضمناها الكلام عن المعتبر في الكفاءة وأن الراجح أنها الدين والخلق، فلا اعتبار لأي فوارق أخرى.

وإذا كان أخوك هو وليك وامتنع عن تزويجك، وكان ابن أخيك هو الأولى بك بعده حسب الترتيب الذي ذكره الفقهاء والمضمن في الفتوى رقم: 3804 فالزواج صحيح إذا كان مستوفيا باقي شروط الصحة وانظري الفتوى رقم: 214219، وعلى فرض وجود من هو أولى منه فتزويج الأبعد مع وجود الأقرب في صحته خلاف بيناه في الفتوى رقم: 149065، فالزواج صحيح في قول بعض أهل العلم.

وينبغي أن ينصح إخوتك وأمك بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يسعوا في التفريق بينك وبين زوجك لغير مسوغ شرعا، وتصديق أمك للعرافين منكر عظيم يجب عليها التوبة منه، وتراجع الفتوى رقم: 21278.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني