الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف المرأة مع زوجها الذي يقيم علاقة عاطفية مع أجنبية

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ 18 عاما، وقد رزقني الله بثلاثة أولاد ـ والحمد لله ـ وزوجي رجل صالح من عائلة محترمة، ومنذ 3 سنوات اكتشفت علاقته مع زميلة له في العمل وهي أيضا متزوجة، ولكنها من الطائفة العلوية، حيث بدأت ترسل له بالرسائل الصباحية التي لا تخلو من عبارات الغزل والاستلطاف والحب، وكان يطلعني على هذه الرسائل، وقد نصحته بمنعها من إرسال تلك الرسائل، ولكنه أصبح يضع جواله على الصامت كي لا أسمع رنة الرسالة، ثم تطورت الرسائل حيث أصبحت تحوي عبارات جنسية وغير لائقة، ومن ثم تطورت العلاقة إلى أن وصلت إلى اللقاءات التي لا تخلو من القبل والضم، وقد اعترف لي بذلك، وقد وعدني أن يخفف علاقته معها بالتدريج، لأنه يقول إنه أصبح مدمنا عليها ولا يستطيع أن يتخلى عنها فجأة، وأنه قام بهذه الأعمال لأنه أحبها وأراد هدايتها إلى الإسلام بزواجه منها بعد طلاقها من زوجها. فهل وصفي لها أمامه بأنها فتاة سيئة وخائنة لزوجها، وفتاة هوى يعتبر غيبة وتنابزا بالألقاب؟ لأنني على يقين من أنها لو لم تكن هي المبادرة بالرسائل والكلام الغزلي والهدايا التي تؤثر في نفس الرجل لم يكن زوجي ليلتفت إليها.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطائفة العلوية تقوم على أسس وأفكار خطيرة تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام، فيمكن أن تراجعي فيها الفتوى رقم: 95311.

وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في حكم غيبة الكافر، فمنهم من أجازها، ومنهم من منعها، ويمكن مطالعة أقوالهم في هذه المسألة في الفتوى رقم: 23256.

والأولى بالمسلم الانصراف عن مثل هذا، والانشغال بما هو أنفع له، وليس فيما ذكرت تنابز بالألقاب، ولمعرفة معناه والفرق بينه وبين القذف والسب راجعي الفتوى رقم: 49743.

وهذه العلاقة بين زوجك وبين هذه المرأة ـ إن ثبتت ـ علاقة آثمة، خاصة وأنها مع امرأة متزوجة مما يجعل التحريم آكد والإثم أعظم، وراجعي الفتويين رقم: 30003، ورقم: 30425.

ورغبته في هدايتها إلى الحق لا يبرر له هذه العلاقة، فإن كان صادقا فليسلط عليها امرأة مثلها تبين لها الحق وتسعى في هدايتها، فهذا أولى وأبعد عن الفتنة، كما بينا في الفتوى رقم: 30695.

فالواجب على زوجك أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ويقطع علاقته بهذه المرأة فورا، ولمعرفة شروط التوبة راجعي الفتوى رقم: 29785.

ودعواه الإدمان والحاجة للتدرج لقطع العلاقة علة عليلة وحيلة نفسية ووسوسة شيطانية، فذكريه بالله تعالى وخوفيه من أليم عقابه عسى الله أن يتوب عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني