الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إكراه الأب على عقد نكاح ابنته مع عدم نطقه بصيغة العقد خلف المأذون

السؤال

تعرفت على فتاة، وأحببنا بعضنا، ومع الأيام حصل زنا للأسف لمدة ما يقارب الثلاث سنين، بعدها حصل لي حادث قبل رمضان بيوم انكسر فيه ظهري، وكانت حالتي صعبة، ولم أتوقع أن أقف مرة أخرى بعدها، تبت إلى الله، ولكني لا أعلم عن توبة الفتاة شيئًا؛ حيث إني بعد الحادث كنت أطلبها للمداعبة أو شيء من ذلك فكانت تستجيب، لكني كنت أتراجع خوفًا من الله، مما شككني في توبتها، قررنا الزواج فرفض أبوها لأني كنت ما زلت مريضًا، فهربتْ من البيت، وبطريقة ما أحضرنا أبوها وأرغمناه على تزويجنا بالغصب، حيث لم يكن يردد ما يقوله المأذون، وبعد ذلك سجد وبكى ودعا على ابنته، ولكن في ما بعد رجعت العلاقة وكل شيء أصبح جيدًا بينهما.
فيما بعد رزقنا بأطفال خمسة، وكنا دائمًا نتشاجر، ذهبت أنا وهي إلى أوروبا، وهناك كنا نحلم بأشياء مرعبة، وحلمت بأني رجعت إلى بلدي بدون أولادي، وكذلك بأن أسناني تتساقط، وفي يوم من الأيام تشاجرنا وهربتْ إلى البوليس هي والأولاد، وحرمت من رؤية أطفالي، وما زلنا في المحاكم إلى الآن منذ سنة ونصف.
السؤال: هل الله يعاقبنا أم زواجنا غير شرعي أم ماذا؟
أفتوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتساهل في العلاقة بين الفتيان والفتيات أمر خطير، وباب إلى الفساد عظيم، وسبب من أسباب انتشار الزنا والفواحش، وما حدث منك مع هذه الفتاة خير دليل على ذلك، ولذا حرم الإسلام مثل هذه العلاقات العاطفية. وراجع الفتوى رقم: 30003.

وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في حكم زواج الزاني بمن زنى بها قبل التوبة، والجمهور على القول بصحة الزواج، وراجع الفتوى رقم 38866.

ويبقى الإشكال فيما ذكر من إرغام هذا الولي على تزويجها بغير رضا منه؛ ففي حكم النكاح في هذه الحالة تفصيل أوضحناه في الفتوى رقم: 139870.

وههنا إشكال آخر، وهو: عدم تلفظ الولي بالصيغة؛ ففيها خلاف أيضًا راجعه في الفتوى رقم: 139073.

والأحوط على كل حال: تجديد العقد، والأولاد ينسبون إليك للشبهة.

ولا يلزم أن يكون ما حدث من رؤى مرعبة أو مشاكل في الحياة الزوجية سببه عقوبة من الله؛ فعلم ذلك عند الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني