الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدين والخلق مقدم على غيره في باب النكاح

السؤال

أهلي يرفضون كل عروس يتقدم لي إن لم يكن غنيًّا، وعندما أناقشهم وأخبرهم أن المقياس عندي هو الدين، والأخلاق، والتوافق العلمي، والقبول، ينعتونني بأنني لا أعرف الحياة، ويستدلون بآية: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، ويقولون لي: ربنا الذي قال: إن المال والبنون زينة الحياة، وأن التي ستتزوج فقيرًا ستظل هكذا، وأن كلامي هذا لا ينفع في هذا العصر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصبتِ وأحسنتِ فيما ذكرتِ من اعتبار الدين والخلق أساسًا في اختيار الأزواج، فهذا ما جاء به الشرع الحكيم، وقد أساء أهلك بردهم الخاطب الملتزم بالشرع لمجرد كونه فقيرًا ونحو ذلك، وانظري الفتوى رقم: 998.

وآية سورة آل عمران دالة على حقيقة واقعة، وهي: أن المال من زينة الحياة، ولكن لم يرد ذلك في سياق الحض عليه، بل على العكس من ذلك؛ قال القرطبي: المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة؛ فلا تتبعوها نفوسكم. اهـ.

وعلى العكس من ذلك جاء الحض على اختيار الدين والخلق وتقديمه على غيره في باب النكاح، كما في الفتوى المشار إليها أعلاه. وقولهم: إن كلامك لا ينفع في هذا العصر. في غير محله، فمتى كان العصر مؤثرًا في مثل هذه الأحكام، من أين لهم ذلك؟! وإن من أخطر الأمور القول على الله تعالى بغير علم.

ومن أهم ما نرشدك إليه الدعاء بأن يوافقوا على زواجك من الأكفاء، واشفعي إليهم بمن ترجين أن يقنعهم، فإن قبلوا فذاك، وإلا فارفعي أمرك إلى القضاء الشرعي، فإن ثبت عضل وليك لك زوجك القاضي أو وكل بك من يزوجك، وراجعي الفتوى رقم: 52230، والفتوى رقم: 110726.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني