الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكدرة والصفرة إذا تجاوزت خمسة عشر يوما

السؤال

أنا جاءتني الدورة الشهرية يوم 17 رمضان، وأخذت 7 أيام تنزل علي بعدئذ بدأت تنزل إفرازات مخلوطة بدم، وسمعت أنا أن الإفرازات إذا خلطت بدم تعتبر حيضا، فجلست أنتظر حتى يخف الدم، وفي اليوم 13 و 14 و 15 بدأت تنزل إفرازات عادية، وأنا بدأت أوسوس في الطهر متى، فصرت أجلس حتى 15 يوما، ومنها أتأكد أن المدة انتهت وأني طهرت، وصارت الإفرازات لونها طبيعي، لكن في هذه المرة في نهاية اليوم 15 ومثل ما قلت أنها كانت في اليوم 13 و 14 و 15 إفرازات عادية، لما اغتسلت نهاية اليوم وبدأت أقضي الصلوات في الأيام التي كنت شاكة أني طاهرة فيها أو لا صليتها الحمد لله، ودخلنا اليوم 16 وصليت الفجر ولما أذن الظهر رحت أريد أن أتوضأ نزلت إفرازات حمراء بدم، وتوضأت وصليت ولما كملت يومي وصليت العصر والمغرب والعشاء ما نزل شيء، فما أدري أرجو أنكم ترشدوني أأصلي أم أنتظر؟ وهل هي استحاضة أم؟ وإذا نزلت كذلك بعدئذ أكمل الصلاة عادي لأني كثيرا أوسوس في الطهر وأجلس 15 يوما من أجل أن أتأكد.
والله يجزيكم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحكم الصفرة والكدرة قد بيناه في فتاوى سابقة, ورجحنا أنها تعد حيضًا إذا كانت متصلة بالدم أو كانت في مدة العادة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 117502.

وعليه؛ فما دامت تلك الإفرازات المخلوطة بالدم أتتك متصلة بالحيض دون أن يفصل بينهما طهر، فإنها من الحيض، ويستمر لها ذلك الحكم حتى تتجاوز مع مجموع أيام الدم 15 يوما، فتصبح استحاضة.

وأنت قد ذكرت أنها توقفت عنك في اليوم 13 حيث بدأت تأتيك فيه إفرازات عادية، وبالتالي، فإن لك حكم الحائض في كل الفترة التي سبقت ذلك، وأما في اليوم الثالث عشر وما بعده فلك حكم الطاهر.

وكان عليك أن تغتسلي عندما توقفت عنك الإفرازات المعدودة من الحيض وتصلي صلواتك وتفعلي كل أحكام الطاهرات، وحيث لم تفعلي ذلك فعليك قضاء صلوات تلك الأيام وصيامها.

وأما ما رايته في اليوم 16 فهو استحاضة ـ لا يمنع صلاة ولا صياما ولا غيرهما مما هو محظور على الحائض ـ لأنه لا يمكن أن يضاف إلى الدم السابق ولا يصح أن يكون حيضا جديدا.

وراجعي الفتوى رقم: 156433، حول بعض أحكام المستحاضة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني