الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمرء سؤال الله أن يريه آية في المنام، أو اليقظة؟

السؤال

هل يجوز للمرء سؤال الله أن يريه معجزة في المنام، أو اليقظة حتى يحصل اليقين في القلب، أو أن يريه أي شيء يقوى به الإيمان في قلبه، فلا يضعف بعد ذلك؟ مع العلم أنني مؤمن، ومذهبي مذهب أهل السنة والجماعة -ولله الحمد-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 14241، أن سؤال الله تعالى آية من الآيات مشروع لآحاد الناس، كما هو مشروع للأنبياء، سواء كان ذلك طلبًا لزيادة الإيمان، أم لدعوة الناس للإسلام، وعلى هذا، فلا بأس بذلك.

وننبه إلى أن من استغنى بالأدلة، واتباع السنة عن الكرامة أكمل حالًا ممن يحتاجها لتثبيت قلبه، قال ابن القيم في مدارج السالكين: وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول: جزم بأنهم كائنون في الأمم قبلنا، وعلق وجودهم في هذه الأمة ب ـ إن ـ الشرطية، مع أنها أفضل الأمم، لاحتياج الأمم قبلنا إليهم، واستغناء هذه الأمة عنهم بكمال نبيها ورسالته، فلم يحوج الله الأمة بعده إلى محدث، ولا ملهم، ولا صاحب كشف، ولا منام، فهذا التعليق لكمال الأمة واستغنائها، لا لنقصها، والمحدث: هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء، فيكون كما يحدث به، قال شيخنا: والصديق أكمل من المحدث؛ لأنه استغنى بكمال صديقيته، ومتابعته عن التحديث، والإلهام، والكشف، فإنه قد سلم قلبه كله، وسره، وظاهره، وباطنه للرسول، فاستغنى به عما منه، قال: وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول، فإن وافقه قبله، وإلا رده، فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني