الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحق للموظف طلب تحويله لمكان مناسب وليس مسؤولا عمن يخلفه

السؤال

أنا شاب من الجزائر، بعد إتمامي لدراستي في الجامعة التحقت بالجيش؛ حيث كان أبي أيضًا في نفس السلاح، ونظرًا لطبيعة النظام السائد عندنا فإنه لا يجوز لأي فرد العمل في المنطقة التي ينتمي إليها، وأنا كنت أزاول تربصي في منطقة معروفة بالأمن بعدها، وكل عام يتم تحويل الأفراد من منطقة إلى أخرى.وتفاجأت أن والدي تم تحويله إلى نفس الوحدة التي أزاول فيها تربصي، وبالصدفة بعد تخرجي حُولتُ إلى نفس الوحدة التي يعمل فيها والدي (أي في نفس المنطقة)، الشيء الذي لم أحبذه أبدًا وكرهته، فقلت لأبي: "ألم تقل لي إنك تحدثت مع العقيد، وقال إنه سوف يحولني للعمل في الصحراء". فأجابني بأنه سيعاود الذهاب إليه. عندها قال له العقيد إنه لا يمكنه الآن إرسالي إلى الصحراء بعد ظهور مخطط التحويلات، لكنه سيبعث ببرقية ليعاودوا تغيير مكاني، لكن إلى أين ويخلف من لا أعلم! لأن القانون الجزائري في الجيش يمنع العمل في مكان السكن، وأنا بحكم أنهم حولوني إلى مكان سكني المؤقت دون أن يعلموا لأنهم يعتمدون على مكان الزيادة في التحويل، فقد حولوني أنا وعائلتي في مكان واحد،فبعث العقيد رسالة يطلب فيها التغيير، وفعلًا حولوني إلى مكان آخر، وتم تبديلي بزميل لي في الدفعة وأحلوه محلي. عندها شعرت بالذنب لأني عرضت زميلي للخطر في العمل في ذلك المكان، وحلفت أنه لو حدث له أي مكروه فسأطلب الخروج من العمل.وبعد مرور 3 سنوات تم تحويل زميلي هذا من تلك المنطقة إلى أخرى آمنة، ولكني مع ذلك أحس بالذنب، وأقول في نفسي: "إنه لو حدث له شيء فأنا السبب، ومالي حرام". وأنا أخاف الله كثيرًا، ولا أحب هذه الدنيا، وأرجو لقاء ربي فقط وهو راض عني.صدقني أنا أكره هذه الدنيا ولا أحبها أبدًا، وأنا محافظ على ديني كثيرًا، وعمري الآن 28 سنة. فهل أنا مذنب؟ وهل مالي حرام؟ وهل لو حدث أي شيء -لا قدر الله- لزميلي أكون أنا السبب لأني أقول في نفسي: "إنه أنا من كان يجب أن يلقى ذلك الحادث، ليس هو"؟ مع العلم أنه تم تحويله من المنطقة تلك الغير آمنة.أجبني جزاك الله خيرًا، فأنا أكاد أجن!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم أنه -في العادة- يحق لكل موظف في أي قطاع طلب التحويل إلى المكان المناسب له وفق إجراءات معينة.

وبالتالي؛ فإذا طلبتَ التحويل بالطرق العادية وتمت تلبية طلبك فلست مسؤولًا عمن يأتي مكانك، ولا يلحقك شيء لو قدر الله أن ذلك الشخص حصل له مكروه، ولا يؤثر الأمر في راتبك الذي تتقاضاه؛ فهوِّن على نفسك، واحذر من المبالغة والتنطع المذموم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني