الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استهلام أفكار الآخرين في إنشاء مركز أو موقع لا إشكال فيه

السؤال

إلى أي مدى يمكن للشخص الاستفادة من أفكار الآخرين، بل ومنافستهم في سوق العمل؟ لنفترض أن هناك مشروعا ناجحا تنفذه جهات عدة على سبيل المثال المراكز المنتشرة في عالمنا العربي والتي تعمل في مجال تدريس اللغات، وبحكم عملي في مجال اللغات جاءتني فكرة إنشاء مركز خاص بي لتعليم اللغات؟ وهل يحق لي إنشاء هذا المركز ومنافسة المراكز الأخرى في سوق العمل، علما بأنني استوحيت فكرته من هذه المراكز الموجودة بالفعل، فهم أصحاب الفضل في هذه الفكرة؟ فهل أنا بذلك معتد على الملكية الفكرية لهذه المراكز، علما بأنني سأدير هذا المشروع بطريقتي الخاصة، ولتقريب وجهة نظري، لنفترض أن شخصا أعجبته فكرة: إسلام ويب، وإسلام سؤال وجواب، وإسلام أون لاين ـ وقرر أن يعمل موقعا مماثلا بطريقته الخاصة، فهل هذا الشخص سيكون معتديا على حقوق الملكية الفكرية الخاصة بكم، لأنه استوحى فكرة موقعه منكم؟ وهل الفكرة ملك لأصحابها وبالتالي لا يمكنني الاستفادة منها، أم أنها فكرة عامة ملك للجميع ولا يمكن أن تخضع لحقوق الملكية الفكرية؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالممنوع شرعا هو الاعتداء على حقوق الآخرين، بما في ذلك الحقوق المعنوية المتمثلة في التأليف والاختراع والابتكار وما شابه ذلك.. فلا يجوز ـ مثلا ـ أن تنسخ كتبا أو برامج معينة إذا كان ملاك حقوقها لا يسمحون بذلك وهكذا.. أما الاستفادة من أفكار الآخرين في إنشاء موقع أو مركز تديره بطريقتك الخاصة، فليست من هذا الباب.

وبالتالي؛ فلو عملت موقعا ـ بصفات ومزايا خاصة ـ مستفيدا من أفكار من سبقوك، أو فتحت مركزا أو مدرسة مستفيدا في كل ذلك من أفكار من سبقوك، فلا إشكال في هذا، وهو شبيه بمن يقرأ كتابا أو يسمع محاضرة لغيره ويستفيد من ذلك في إلقاء خطبة أو محاضرة، وراجع الفتويين رقم: 167525، ورقم: 74548.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني