الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس بالإعراض عنها

السؤال

أنا اليوم كنت واقفا لأستمع لأذان المغرب حتى نفطر، فسمعت أذان المغرب، ولكن في الوقت الذي في جوالي بقيت دقيقة على الأذان، ولم أتذكر هل الشمس غربت أم لا؟ ولكن لم أخبرهم بشيء، فانتظرت، فسألني أخي: هل أُذن؟ قلت: اصبر، ثم عندما دخل الوقت الذي في جوالي -مع العلم أن هذا الوقت دقيق جدا، وكل يوم يصدق معي- قلت: قد أذن، وأظن أني لست متأكدا أنه سألني مرة أخرى: أذن؟ قلت: نعم، وأول ما قلت نعم، ما هي إلا لحظات -أظن- إلا وقد أذن المسجد الآخر، فتأكدت أن الوقت دخل.
فعندما أتيت قال أخي: جوال أخي الثاني هو الذي أذن، قلت أنا: هه، هه، وكأني أستهزئ به، قلت سمعت واحد أذن خلاص، والآن يوسوس لي الشيطان أني قلت لهم قبل أن يدخل الوقت، مع أني أرجح أني قلت لهم بعد دخول الوقت، وليس قبله.
فهل عليهم قضاء في هذه الحالة أم لا؟ وهل يجب سماع الأذان حتى وإن دخل الوقت، مع العلم أني عندما قلت أذن كان الوقت قد دخل، والمؤذن في نصف الأذان.
فهل عليهم قضاء أم لا؟ وجوالي دائما يصدق في الوقت، ويؤذنون معه!
فهل عليهم قضاء؟ وهل علي إثم أم لا؟
باختصار (أنا قلت لهم أذن عندما دخل الوقت، وكان هناك مسجد يؤذن، وكان في نصف أذانه؛ لأنه بدأ قبل الوقت بدقيقة، وأنا الآن أشك أني قلت لهم أذن قبل دخول الوقت، ولكن أرجح أني قلت لهم أذن بعد دخول الوقت. وعندما دخل الوقت كان هناك مسجد في نصف الأذان، وأيضا أحد المواقع للمواقيت يقول الأذان 7:13 ولكن لا توجد مصداقية له، ففي أحد الأيام يقول أذان الفجر أظن 3:44
ولكن أذن 3:43 وهو كما في جوالي، أي يدل على عدم مصداقيته، ومصداقية الأذان الذي في جوالي.
فهل عليهم قضاء؟ وهل علي إثم أم لا؟ مع العلم أني موسوس، وخفت جدا.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أن الوسواس متمكن منك، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن الوساوس، وألا تبالي بها، ولا تعيرها اهتماما، وانظر الفتوى رقم: 51601.

وليس على أحد من إخوتك قضاء، ما داموا إنما أفطروا بعد حصول غلبة الظن بغروب الشمس، ولم يتبين خلاف ذلك، فهون عليك، فالخطب يسير، وتجاهل الوساوس، ولا تكترث بها؛ فإن الالتفات للوساوس، والاسترسال معها، يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني