الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العفو عن المسيء والظالم وعفو غير القادر

السؤال

سؤالي عن العفو: فأنا أعلم أن العفو له ثواب عظيم من الله.
لكن هل يشترط في العفو أن يكون على الفور؟ هل يصح العفو بعد فترة من الإساءة؟
أعني أنه أحيانا قد يسيء لي شخص، وفي البداية أشعر بالغضب الشديد، ولكن عندما أهدأ، أقول لنفسي إني قد عفوت عنه.
هل يعتبر هذا عفوا، مع العلم أن غضبي يكون بيني وبين نفسي، وليست فيه إساءة؟
وأيضا هل العفو لا بد أن يتضمن المقدرة؟ من الممكن أن يظلمني أحد، لكني لا أقدر عليه، مع ذلك أعفو عنه كامل العفو حتى لا يحاسبه الله على ذنب في حقي.
هل هذا أيضا عفو؟
لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعفو عن المسيء، ثوابه عظيم, سواء قدر المظلوم على الانتقام أم لا, لكن العفو مع القدرة على الانتقام، أعظم ثوابا.

جاء في مدارج السالكين لابن القيم: والمعنى: إن غفرت لهم، فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليست عن عجز عن الانتقام منهم، ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم، وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره، لعجزه عن الانتقام منه. ولجهله بمقدار إساءته إليه. والكمال: هو مغفرة القادر، العالم. انتهى.

وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين: وأما العفو الذي لا يكون مع قدرة، فقد يمدح، لكنه ليس عفوًا كاملًا، بل العفو الكامل ما كان عن قدرة. انتهى.

وبناء على ما سبق, فإنما صدر منك يعتبر عفوا, والعفو مع عدم القدرة على الانتصار، يعتبر كذلك عفوا, لكنه دون العفو مع القدرة على أخذ الحق من الظالم.

ولا يشترط في العفو أن يكون بعد الإساءة مباشرة.

وراجعي المزيد عن هذا الموضوع, وذلك في الفتوى رقم: 255238.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني