الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم بانتقال النجاسة بمجرد الشك

السؤال

حملت طفلا عمره قرابة السنة، ووجدت به بللا، ثم لم أحاول أن أعرف أنه بول؛ لأني كنت مصابة بالوسواس.
ثم أخبرتني أختي أنها ستقوم بتغيير ملابسها؛ لأنها حملت الطفل، فعرفت أنه أصابني بول، فقمت بغسل ملابسي بيدي؛ لأني كنت مستعجلة، وضعت وعاء، وفتحت الصنبور لغسل ملابسي، وغسلتها، لكني أخشى أنني لم أغسلها جيدا، وأنني وضعتها في الوعاء الذي قمت بغسلها فيه، على الرغم أن البول كان قليلا، وأيضا لا أعلم عندما أصاب يدي، وقمت بمسك الأشياء: هل انتقلت النجاسة؟
وأيضا لست متأكدة هل أمسكت شعري أم لا؟ لكن يغلب على ظني ذلك؛ فقمت بغسل المكان الذي أشك فيه، لكن هذه الخصلة كانت وراء أذني قبل غسلها، وعندما غسلتها، قلت ربما انتقلت لأذني فغسلتها، أخشى أنها انتقلت إلى بقية شعري.
أفتوني، وأتمنى حجب الفتوى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601، ولا يحكم بانتقال النجاسة من موضع لآخر بمجرد الشك، فما شككت في أن البول قد أصابه، فإن الأصل عدم تنجسه، واستصحاب طهارته، وانظري الفتوى رقم: 128341.

ولم يكن يلزمك غسل ثيابك كلها، وإنما يكفيك أن تصبي الماء على الموضع الذي تتيقنين أنه تنجس بالبول، وقد ذكرت أنك غسلت ثيابك وغمرتها بالماء، وهذا كاف في تطهير النجاسة على تقدير وجودها، ولا يضر وضعك لها في الإناء الذي غسلتها فيه، ومن ثم فلا داعي لهذه الوساوس، فعليك أن تتركي هذه الوساوس، وألا تسترسلي معها، وأن تحكمي بطهارة كل ما تشكين في نجاسته، وما تيقنت تنجسه؛ فإن طريق تطهيره هو ما ذكرنا من غمره بالماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني