الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوظيفة المبنية على دراسة استخدمت فيها كتب منسوخة بغير إذن مؤلفيها

السؤال

أنا طالب في مجال أمن المعلومات، وللعمل يلزمنا الحصول على العديد من الشهادات، من الشركات المتخصصة في هذا المجال.
والحصول على هذه الشهادات، يتم عن طريق دراسة المنهج الذي توفره هذه الشركات، عن طريق دراسة الكتب، والدورات الرسمية الخاصة بها، ولكن أسعارها غالية جدا، وأنا لا أستطيع أن أتحمل شراء هذه الدورات، والكتب.
ولكن هناك بعض المواقع التي تقوم بتصوير هذه الكتب، وتسجيل هذه الدورات دون إذن أصحابها بالتأكيد، وتوفرها بالمجان على الإنترنت، وأنا أستفيد من هذه الكتب، والدورات المسروقة.
وأنا أعلم أن استخدامي لهذه الكتب، والتسجيلات حرام؛ لاعتدائها على حقوق الملكية الفكرية.
لكن سؤالي هنا ليس بخصوص حرمة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، بل سؤالي الأول هنا بخصوص حرمة المال المكتسب بعد ذلك من هذه المعرفة التي اكتسبتها؟
وسؤالي الثاني عن حرمة الانتفاع بالشهادات التي حصلت عليها، في الحصول على عمل في المستقبل؟
أنا أفكر دائما في أن ما بُني على حرام؛ فهو حرام، وبالتالي فالمعرفة التي اكتسبتها ناتجة عن حرام، وبالتالي فهي حرام، ويحرم علي الانتفاع بهذه المعرفة في العمل بعد ذلك؟ هل ما أعتقده صحيح أم خطأ؟
أرجو الرد مع التفصيل الشديد على هذه الأسئلة الثلاثة، وذكر جميع الآراء الفقهية؛ لأني مصاب بالوسواس، وأريد أن أرتاح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المفتى به عندنا: أن حقوق التأليف، ونحوها من الحقوق المعنوية، مملوكة لأصحابها؛ فلا يجوز التعدي عليها.

وعليه؛ فلا يجوز الاستفادة من الكتب، أو المواد المنشورة على الإنترنت بغير إذن ملاك حقوقها، وانظر في هذا الفتوى رقم:141151.

وأما المال المكتسب بعد ذلك من خلال الشهادات، أو المعرفة المتحصل عليها بواسطة تلك المواد التي لم يأذن أصحابها بنسخها، فهو مباح، ولا يؤثر في حله ذلك الاعتداء.

وننصحك السائل بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها بالكلية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني