الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النكاح لا يزول بغير ما يقتضي زواله

السؤال

شيخ نفع الله بكم، وبعلمكم.
السؤال: هنالك ابتلاءات، ومصائب تنزل على العبد، وتسبب له ضيقا شديدا، فهذا صديقي حصلت له هذه المصائب، فهو من الذين يتداولون الصور، والفيديوهات مع زوجته، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (الواتساب) فيدخل يوما على موقع إباحي، فيجد فيديو خاصا بزوجته موجودا على الموقع، مع علمه التام أنها ليست هي التي فعلت ذلك، لكن تسرب. كيف؟ الله أعلم. ومن ساعتها وهو لا يذوق للدنيا طعما، وتاب واستغفر، وأقلع عن كل شيء.
فالسؤال: يريد أدعية، أو شيئا يستره الله به، وتمسح هذه الأشياء من المواقع. (ويقول لكم أستحلفكم بالله العظيم، أن تجيبوا على سؤالي هذا باستفاضة، وهما لا يريدان أن يفترقا، أو تحصل لهم مشاكل بسبب هذا الموضوع، لو اطلع على هذا الفيديو أحد من معارفهم، لأن حالته صعبة.
وهل هنالك مشكلة في أنها حرمت عليه، أو الأمر عادي كذلك؟
هذا السؤال مهم، أرجو الإجابة عليه.
أفيدوني بسرعة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسن هذا الأخ بتوبته إلى الله عز وجل، ونسأله سبحانه أن يحفظه فيما بقي. ونوصيه بأن يكثر من الدعاء، ولا سيما أدعية الكرب والهم، والأدعية المتضمنة سؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة؛ عسى الله أن يستره وزوجته بالستر الجميل.

ونرجو مطالعة الفتويين: 70670، 221788 فقد ضمناهما شيئا من هذه الأدعية.

ثم إنه لا يخفى أن التلاعب بمثل هذه الصور، وتركيبها بواسطة بعض البرامج، على الوجه الذي يريده بعض شياطين الإنس والجن مما لا ينكر، فلو قدر أن اطلع أحد على هذه الصور، فلينف كون زوجته قد فعلت ذلك؛ متعللا بمثل ما ذكرنا.

وأما هذا السؤال: وهل هنالك مشكلة في أنها حرمت عليه؟ إن كان المقصود به أن تحرم عليه زوجته بسبب هذا الفيديو، وما فيه مما هو متعلق بزوجته، فالجواب أن الأصل بقاء العصمة، فلا تزول إلا بما يقتضي زوالها كالطلاق ونحوه.

ونرجو أن يأخذ الجميع من هذه الواقعة درسا، فيجتنبوا ما يغضب الله تعالى، فالمعاصي قد تجر المصائب على أصحابها، قال الله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني