الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأخير الوفاء بالنذر

السؤال

قلت إنني إذا اختبرت فسأتصدق على خالات المدرسة، ولكنني نسيت، والآن نحن في فترة الإجازة ولا أستطيع ذلك، فأردت أن أستبدل النذر بالتصدق على عمال النظافة، فهل يجوز ذلك؟ علما بأنني لم أكن أعلم حكم تأخير النذر ولا وجوب الوفاء به في وقته دون تأخير.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصيغة المذكورة في السؤال: إذا اختبرت فسأتصدق على خالات المدرسة ـ ليس فيها ما يشعر بالالتزام، وبالتالي فهي وعد وليست نذرا، فإن كانت هي التي صدرت منك، فينبغي لك الوفاء بوعدك بالتصدق على من ذكرت، فإن الوفاء بالوعد من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها، لا سيما إن كان الوعد بطاعة الله عز وجل، ولا يلزمك شيء إذا لم تف بهذا الوعد، وانظري الفتويين رقم: 20417، ورقم: 17057.

وإن كان ما صدر منك صيغة أخرى تشعر بالالتزام مثل قولك: إن اختبرت فلله علي أن أتصدق، أو علي أن أتصدق بكذا أو نحو ذلك، فهذا نذر يلزم الوفاء به، قال ابن قدامة: وصيغة النذر أن يقول: لله علي أن أفعل كذا، وإن قال: علي نذر كذا، لزمه أيضا، لأنه صرح بلفظ النذر، وإن قال: إن شفاني الله, فعلي صوم شهر، كان نذرا. اهـ.

وإذا تقرر أن ما صدر منك نذر فيجب الوفاء به على الكيفية التي حصل بها، وهي التصدق على من سميتهم: خالات المدرسة ـ ولا يجزئك غير ذلك، وما لم تحددي وقتا للنذر فلا تجب المبادرة إلى الوفاء به عند أكثر أهل العلم، كما تقدم في الفتوى رقم: 105084.

ومن ثم، فيمكنك انتظار افتتاح المدرسة للوفاء بنذرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني