الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن حضر مجلس العقد وسمع الصيغة فإن شهادته تصح

السؤال

ذهبت أنا وولي الفتاة إلى المحكمة لإتمام عقد الزواج؛ لأنني لم أكن أريد أن يعلم أهلي بزواجي خشية أن يرفضوه، فوجدنا شيخًا لا أعلم هل هو القاضي أم شيخ يعمل في المحكمة، فأخبرناه أننا نريد أن يشهد شاهدان على زواجنا، فنادى على أحد العاملين بالمحكمة أن يأتي إلينا ولم نخبر العامل بالأمر، ولا يعلم لماذا أتى؛ لأننا كنا في عجلة من أمرنا، فقام الشيخ بتلقين والدها صيغة العقد، وكانت الصيغة أمام الشيخ، والعامل، فكان مني القبول، وبعد الانتهاء قال الشيخ للعامل: أنا وأنت شاهدان على هذا الزواج، فهل تصح شهادة هذا العامل الذي لم نخبره أنه عقد زواج، إلا بعد الانتهاء من العقد؟ وهل تصح شهادة الشيخ؛ لأنه قام بتلقيننا صيغة العقد، علمًا أن أهلي والناس لم يعلموا بهذا الزواج إلا بعد عام من الزمن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذا العامل إذا حضر مجلس العقد، وسمع الصيغة، فإن شهادته تصح، وانظر الفتوى رقم: 131956.

ولا يضر كونه لم يعلم بالمقصود من دعوته للحضور، ويبقى النظر في شهادة هذا الشيخ، فإن اقتصر دوره على التلقين ـ كما هو الظاهر ـ ولم يكن أحد طرفي العقد، فشهادته صحيحة، ومن ثم؛ يكون النكاح صحيحًا، وإن كان أحد طرفي العقد بمعنى أنه قد تولى العقد وكيلًا عنك، أوعن الولي، فلا يصح النكاح في هذه الحالة، وانظر الفتوى رقم: 180905.

ولا يلزم علم الأهل بالزواج، وليس ذلك بشرط لصحته، وإن لم تكن هنالك مصلحة راجحة في إخفائه عنهم، فالأولى إعلامهم به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني