الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الوالدين في البقاء في بلد إقامتهما

السؤال

قدمت تركيا زائرا لأهلي في فترة العيد من سوريا، البلد هنا فيه مساجد ويسمع الأذان، لكن فيه نساء عاريات كاسيات في الشوارع كثيرا، وهذه المناظر لا تناسبنا وغير متعودين عليها، والديَّ يطلبان مني البقاء والبحث عن عمل، والاستقرار بحجة أني فقدت عملي في بلدي وهناك خطر القصف، لكن أنا أريد الرجوع لبلدي، ماذا أفعل هل أطيعهما؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الحامل لوالديك على طلب بقائك في بلد إقامتهما هو ما ذكرته من خوفهما عليك من القصف وفقدان العمل، فالظاهر أنه يلزمك طاعتهما؛ لِما لهما من غرض صحيح معتبر في منعك من السفر، قال العز بن عبد السلام في (قواعد الأحكام): لم أقف في عقوق الوالدين ولا فيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمد عليه، فإن ما يحرم في حق الأجانب فهو حرام في حقهما، وما يجب للأجانب فهو واجب لهما، ولا يجب على الولد طاعتهما في كل ما يأمران به ولا في كل ما ينهيان عنه باتفاق العلماء، وقد حرم على الولد الجهاد بغير إذنهما لما يشق عليهما من توقع قتله أو قطع عضو من أعضائه، ولشدة تفجعهما على ذلك، وقد ألحق بذلك كل سفر يخافان فيه على نفسه أو على عضو من أعضائه... اهـ.
وإن كنت تخشى على نفسك العنت، وتعلم من حالك أن كثرة وجود الكاسيات العاريات في هذا البلد يوقعك في الخطأ، فلا تعرض نفسك للفتنة، واجتهد في استرضاء والديك، والحصول على إذنهما في الرجوع إلى بلدك. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني