الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى تكون الرؤيا الصالحة مبشرة؟

السؤال

الرؤيا الصالحة تكون مبشرة، فهل تكون مبشرة بعد التفسير عند معبر للرؤيا، أم من ظاهر الرؤيا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المراد بهذا هو الرؤيا المبشرة بحسب ما يظهر منها في النوم، وهي الرؤيا الصالحة التي يحصل بها السرور الذي تتغير به البشرة، ومن الأدب أن لا يحدث بها إلا أحبابه، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: الرؤيا الحسنة.

وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئًا، فلينفث عن يساره ثلاثًا، وليتعوذ بالله من الشيطان، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها، ولا يخبر إلا من يحب. متفق عليه.

وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره. رواه البخاري.

وجاء في منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (5/ 348): معنى الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله" أي: إذا رأى في منامه ما يسرّه، فإنما هي بشارة له "فليحمد الله" أي: فليشكر الله عليها؛ لأنها نعمة من نعمه، أو لأنها تبشره بنعمة "وليحدث بها" من يوده، ويثق به لما جاء في حديث مسلم "فإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر، ولا يخبر إلاّ من يحب". اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني