الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل رؤية الكوابيس دليل على السحر؟ وما حكم استخدام السدر لفك السحر؟

السؤال

جزاكم الله خيرًا على إجابتي عن الفتوى الماضية، والتي رقمها: 2578100 وهذه الفتوى التي أسألكم عنها اليوم مرتبطة بالسابقة -بارك الله فيكم-.
زوجي يرى أحيانًا كوابيس في منامه، ويقرأ القرآن أثناءها بصوت مرتفع، ولا يقوم من نومه حتى أوقظه أنا، والمشكلة أنه قال لي: إنه في بعضها أكون أنا من أؤذيه فيها، ومرة رأى حية مرعبة، وأنه بدأ يرى هذه الكوابيس منذ أن دخلت البيت، ووالله إني في الواقع لا أنوي الشر له أبدًا، وأنا ملتزمة -بفضل الله- بالإضافة أنه لا يرى مني إلا أخطائي.
وسؤالي: هل هذا دليل سحر؟ وإن كان كذلك: فهل عُمل لي لكي ينفر مني، ويكرهني، أم له؟ وما العلاج؟ علمًا أني في بعض الأحيان لا أستوعب ما يقوله لي، أو أجيبه بجواب بعيد عن كلامه معي، ولا أدري ما السبب؟
لقد أرشدتموني في الفتوى الماضية إلى أن أقوم برقية لسحر الربط، والمشكلة أن زوجي رفض أن أستخدم السدر؛ لأنه ليس له دليل من السنة، وأنا وحدي في هذا البلد، ولا أعرف أحدًا لكي يحضره لي، فهل من بديل؟ وإن كان هذا السحر معمولًا لي، فما الرقية المناسبة؟ أعتذر عن أني كتبت أكثر من سؤال، لكنها كلها عن نفس الموضوع - بارك الله فيكم، ونفع بكم المسلمين، وزادكم علمًا، وسرورًا، وبهجة-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه التصرفات الغريبة التي تصدر عن زوجك أثناء نومه، وما يرى من بعض الأشياء المرعبة، كالحية، يمكن أن ترجع إلى أمور عادية، كأن تكون من حديث النفس، أو تلاعب الشيطان، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة، بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره؛ فليقم، فليصل، ولا يحدث بها الناس.

فقد تضمن الحديث إذن بعض الآداب التي ينبغي أن يتبعها المسلم إذا رأى ما يفزعه، وللمزيد نرجو مطالعة الفتوى رقم: 27840.

وإن غلب على الظن أن يكون هنالك أمر غير عادي من سحر، أو نحوه، فيمكن عرضه على بعض من له خبرة بهذا الشأن من أهل الاستقامة، فللسحر علامات يمكن أن يعرف بها، ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 78389، وإحالاتها، وفيها أيضًا بيان كيفية الرقية الشرعية، وهي نافعة على كل حال.

وبخصوص استخدام السدر في علاج السحر: فقد جاء عن سلف هذه الأمة، وما زال العلماء يوصون بذلك، ولم ينكروه، وهو يدخل في عموم ما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى، ما لم يكن فيه شرك.

ولا يتعين السدر لفك السحر، فيمكن الاكتفاء بالقراءة فقط، أو القراءة على ماء والشرب، والاغتسال منه، هذا بالإضافة إلى أن من المفيد جدًّا قراءة القرآن في البيت، ولا سيما سورة البقرة، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 280279.

ورقية الغير لا بأس بها، ولكن لا تتوقف الرقية عليه، والأولى أن يرقي الشخص نفسه بنفسه، فإن ذلك أدعى إلى الإخلاص.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني