الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث: (من أم قوما فليتق الله..) ضعيف الإسناد

السؤال

ما صحة ودرجة الحديث الذي رواه الطبراني مرفوعا: من أم قوما فليتق الله، وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن، فإن أحسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه... إلخ الحديث؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالحديث الذي ذكره السائل، رواه الطبراني من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ ضَامِنٌ مَسْئُولٌ لِمَا ضَمِنَ، فَإِنْ أَحْسَنَ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَهُوَ عَلَيْهِ.

وقال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْفَضْلِ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى إِلَّا الْمُعَارِكُ، تَفَرَّدَ بِهِ يُوسُفُ بْنُ الْحَجَّاجِ. اهـ.
والحديث قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. اهـ.

والحديث ضعفه الألباني أيضا في السلسلة الضعيفة، وقال: فيه ثلاث علل:

الأولى: يحيى بن أبي الفضل، لم أجد له ترجمة...
الثانية: المعارك بن عباد، أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال: ضعفه الدارقطني وغيره، ولذلك، جزم الحافظ في التقريب بأنه ضعيف.
الثالثة: يوسف بن الحجاج، لم أجد له ترجمة أيضاً، وقد ذكره المزي في الرواة عن المعارك ونسبه: البلدي، ولم يورده السمعاني في هذه النسبة، ولا ياقوت في معجم البلدان، مما يشعر بأنه غير مشهور ولا معروف. اهـ مختصرا.

وعلى هذا، فالحديث ضعيف الإسناد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني